![](https://elgomhornow.com/wp-content/uploads/2024/03/IMG-20240314-WA0015-1024x1024.jpg)
نعلم جميعًا أن شياطين الجن تُلبد بالسلاسل مع ثبوت هلال شهر رمضان، ولكن شياطين الإنس تظل حرة، بل إن شياطين الإنس أقوى بكثير من شياطين الجن؛ فشياطين الجن ليس لهم عليك سلطان أي أنك إذا قلت “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” لن يقترب منك شيطان الجن، أما شيطان الإنس فلن يتركك حتى تخضع له.
وبما أن شياطين الجن ملبدة بالسلاسل في شهر رمضان المبارك، فإن شياطين الإنس تحاول إقناعك وإخضاعك بأفكارها الضالة ولن يستطيع أحد سواك في التغلب على شياطين الإنس، فالأمر يعتمد على قوة إيمانك وعقيدتك.
وتختار تلك الشياطين شهر رمضان المبارك لعرض أفكارها الضالة أي المسلسلات الرمضانية، ويبررون عرض تلك المسلسلات الفاسدة بما يُطلق عليه “تسلية الصيام”.
وإذا اتفقنا مع المصطلح نفسه، فإنه يجب أن يُعرض في تلك المسلسلات أفكار تقرب الناس من الله ولكن على العكس، فكل ما يُعرض في تلك المسلسلات مخالف لشريعة ديننا الحنيف ومخالف للقرأن الكريم والسنة النبوية المشرفة.
وسنأخذ هذه الأفكار واحدة بواحدة، فالفكرة الأولى والهدف الأسمى التي تسعى هذه المسلسلات لنشرها هى الزنى والتعري؛ فجميع الممثلات اللائي يشاركن في تلك المسلسلات ترتدي ثيابًا يكشف عورتها وتفعل أفعالًا نهى الله ورسوله عنها وتتلفظ بألفاظ لا يليق لامرأة أصلًا أن تتلفظ بها مسلمة كانت أو غير مسلمة والدليل على ذلك قوله تعالى “وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا”، قال ابن كثير في تفسير هذه الآية “إن قول الله ولا تقربوا الزنى يعني لا تقربوا أي شيء يؤدي إلى الزنا”، والدليل أيضًا ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر، يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها”.
إضافةً إلى مهاجمة فرضية الحجاب واعتباره حرية شخصية وليس فرضًا من الفروض كالصلاة والصيام والحج رغم أن الله تعالى قال “وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ”. وفيما رواه أبو داوود عن صفية بنت شيبة قالت “بينا نحن عند عائشة ، قالت : فذكرنا نساء قريش وفضلهن، فقالت عائشة رضي الله عنها : إن لنساء قريش لفضلا وإني – والله – وما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقًا بكتاب الله ولا إيمانًا بالتنزيل لقد أنزلت سورة النور : ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) ، انقلب إليهن رجالهن يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم فيها ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابة فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل فاعتجرت به ، تصديقًا وإيمانًا بما أنزل الله من كتابه فأصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح معتجرات ، كأن على رءوسهن الغربان”.
وأما عن التلفظ بالألفاظ الخارجة والبذيئة، فحدث ولا حرج ما نراه في تلك المسلسلات من سباب وغيبة ونميمة وبهتان رغم أن الله تعالى قال “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”. وقال أيضًا “وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا”. وقد روى أبو داوود وحسن الحديث الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل “يا رسولَ اللهِ، ما الغِيبةُ ؟ قال : ذِكْرُك أخاك بما يَكْرَهُ قيل : أفرأيْتَ إن كان في أخي ما أقولُ ؟ قال : إن كان فيه ما تقولُ فقد اغْتَبْتَه ، وإن لم يكنْ فيه ما تقولُ فقد بهَتَّه”.
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
مقالات2024.04.19الفتور عن الطاعة بعد رمضان
مقالات2024.04.15استمرار القيام بعد رمضان
مقالات2024.04.07شياطين الإنس
مقالات2024.03.24وأنا مالي