موضوع الصحة النفسية للطفل في المدرسة هو موضوع حساس للغاية ويحتاج إلى فهم ودراسة عميقين، ولعل من أبرز ملامح العلاقة بين أهداف المدرسة كمؤسسة تربوية إجتماعية وأهداف الصحة النفسية كوسيلة لتحقيق منفعة الفرد ومعاونته على أن يعيش حياته يأخذ خير ما فيها بلا أنانية ويعطيها خير ما عنده ويقتنع بالأخذ والعطاء، لأن هذا هو أسلوب الحياة ومنطقها.
وعن طريق إتصال الآباء بالمدرسة وإتصال المدرسين بالآباء يمكن إحداث التعديلات اللازمة لحل الصعوبات البسيطة التي تطرأ من آن لآخر، وحتى لا يتعرض الطالب للصراعات النفسية التي تنبع من إختلاف الأسرة في إتجاه التربية عن المدرسة، فيصبح الطفل في حيرة لا يعلم في أي إتجاه يسير
وأخيراً تحل هذه الصراعات بالإنحراف في السلوك كالهروب من المدرسة ومن المنزل والكسل، والخمول، وأحلام اليقظة وطرق أخرى للإنحراف مثل التدخين.
ومن هنا يأتي السؤال: كيف تسهم المدرسة في توفير الصحة النفسية للأطفال؟
1- توفير الأنشطة الإجتماعية والرياضية المختلفة لتساعد الطلبة على النمو الإجتماعي السليم، مع إتاحة الغرض لتنمية المهارات الحركية والإجتماعية مما ينعكس أثره آخر الأمر على شخصية الطفل وصحته البدنية والنفسية معاً.
2- تدريب أطباء الصحة المدرسية الوقائيون منهم والعلاجيون على فهم أصول الصحة النفسية للطلبة والطب النفسي للأطفال والمراهقين، بحيث يحمل إليهم التدريب القدرة على التشخيص والعلاج ما أمكن ذلك أو التحويل إلى العيادة النفسية إذا قضت الحاجة لذلك.
3- توفير الكيان المادي المناسب للطلبة ويشمل الفصول والأبنية والقاعات والملاعب والمرافق، كل هذا يسهم بدوره في توفير الصحة للطلبة بوجه عام والصحة النفسية على الخصوص، ومن هنا تتنبه المشاعر لدى التلاميذ وتدعم الشعور بالطمأنينه في علاقتهم بالمدرسة.
4- إعداد الجهاز الفني المساعد بحيث يتوفر لهم المعرفة بأسس الصحة النفسية للطلبة من زائرات صحيات وممرضات ومن بينهن المشتغلات في المدارس والوحدات العلاجية معاً، فإن نجاح الخدمات الصحية رهن بحسن الأداء في أعضاء الجهاز المكمل لعمل الطبيب أو الأجهزة الطبية المعاونة.
5- إدخال مادة الطب النفسي للأطفال والمراهقين من الناحية النظرية والإكلينيكية في التعليم الطبي حتى تتاح الفرصة لطالب الطب أثناء دراسته قبل التخرج وأيضاً في دبلومات التخصص في الأوجه النفسية.
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
- مقالات2024.04.19وضعية النوم وتأثيرها على الصحة
- مقالات2024.02.25كيف ننشأ طفلة واثقة بنفسها؟
- مقالات2024.02.09أمور هامة يجب تجنبها عند الخلافات الزوجية
- مقالات2024.01.04كيفية تدريس طفل لديه فرط حركة وتشتت