قليل ما يعرفون بحقيقة ما يسمى بالتسويق الشبكي ، الظاهره التى تنوع ضحاياها فيما بين مسن وشاب ورجل وامرأة وجميعهم إنتهى بهم الحال إما بالإنتحار أو الطلاق أوعند الأطباء النفسيين وآخرون أصبحوا (على الحديدة )، فممارسين هذه الجريمة يبدئون كذبتهم برسم الأحلام الورديه والزاهية أمام الضحايا ويقنعوهم بأنة بمجرد العمل معهم ستتحول حياتك من الفقر المفقع للثراء الفاحش فى بضعة شهور .
وتدور فكرة العمل بتلك الشركات الوهمية حول تأسيس عدة محتالين لشركة صغيرة لبيع منتجات لا قيمة لها ومجهولة المصدر ، كما يقال (تحت بير السلم) ثم يقومون بطلب توظيفات لشركتهم بإقناع المقبلين على العمل معهم بدفع رسوم إشتراك مبدئية بالعمل معهم ، مع الوعد بإعطائهم ربح مجزي فقد إن إستطاع إقناع الآخرين بالإشتراك معهم ، وجذب مسوقيين جدد للشركة ، ويعد هدفهم الوحيد هو جمع المال من أكبر عدد من المشتركين فكلما زادت طبقات المشتركين حصل الأول على عمولات أكثر وكذلك كل من يليه ، ويعد المستفاد الأكبر من من هذة العملية هو رأس الهرم والطبقات الأولى من الهرم ، وذلك بخلاف المشاركين الجدد ومن هم أقدم منهم فسوف يخسرون كل أموالهم ، وتعود أرباحهم للمستويات الأعلى ، فيكمُن شعار هؤلاء فى التسويق للعمولات وليس للمنتج ردىء القيمة.
رصدت عدسة موقع الجمهور آراء بعض من وقعوا ضحايا لهذا النوع من التسويق ، فيقول «هشام احمد »،” دخلت إحدى شركات التسويق الشبكي قبل بدايه عام 2018 عن طريق إثنين من أصدقائي منهم صديقي المقرب وكنت في تلك الفتره طالب جامعي مهتم بالبيزنس وقررت أشارك بكل ما أملك من مال ودفعت مبلغ قدره 10000 جنيه وقام مسؤولون من هذة الشركة التى ليس لها أى مقر ثابت أو معروف بمقابلتي بمكان خارجي وأبرم معى عقداً أن المبلغ الذى دفعته أخذت بمقابله ملابس وأخبرنى أن هذا الملابس متاحة إلكترونياً على موقع إلكترونى سيكون خاصاً بى ، ودورى أن أقوم بتسويق الملابس وأتحصل منها على الربح ،و دخلت على الموقع الإلكترونى ووجدت بالفعل ملابس ولكن بجودة أقل من الرديئة ،ولاحظت عندما تواجدت داخل الشركة لفترة أن لا أحد يتحصل على ربح نظير بيعه لأى ملابس بل أن أعضاء الشركة يربحون عن طريق جلب دائرتهم المقربة وأصدقائهم للعمل بالمكان نظير دفع مبلغ مالي ليستطع أخذ نسبة من ماله فى حال أتى بفرد جديد للشركة” .
وعن كيفيه إقناع تلك الشركة لضحياها بالإنسياق لتلك الدائرة التى لا نهاية لها ، يقول «هشام »، أنهم في هذا النوع من الشركات دائما ما يجبرون الأعضاء على الظهور بمظهر أنيق أمام أصدقائهم وأن ََ يَدٌعوا الثراء عن طريق إظهار صور لشيك بنكى زائف وما إلى خلافه لخداع الناس ، متابعاً أن أول يوم لدخول الفرد إلى الشركة هو متحمس وواثق فى المكان لأنه دخل عن طريق صديقه او قريبه ، تعقد معه شركة لقاء وعلى الأغلب يعاد نفس الكلام الذى يقال فى هذا اللقاء لكل الأفراد الجدد بنفس السياق ، ويشتمل على أن القائم على اللقاء يقوم أولاً بجعل الضحية ناقماً على حياته الحالية بأن يقول له « إنت ازاى موظف؟؟ إنت ازاى عايش كدة راضى بالحياة دى؟! » ، ويتابع قوله للضحية أنه من أجل أن يصبح رائد أعمال لا بد أن يكون له رأس مال على الأقل مليون جنيه ليشعر الضحية باليأس ثم يخبر القائم باللقاء الضحايا أنه يستطيع أن يضمن لهم مشروعهم الخاص الذى سيجلب لهم الملايين فقط إذا قاموا بدفع مبلغ “١٢ الف جنيه ” نظير شراء حساب إلكترونى عليه بعض الملابس ذات الماركات العالميه ليقوموا بالتسويق لها، ويقوم بعض من أعضاء الشركة القديمة بإخبارهم أنهم حققوا مكاسب طائلة بالفعل جراء عملهم عن طريق إظهار صور لحساباتهم البنكية « الزائفة » ، مشيراً أن القبض بهذة الشركات يكون إسبوعياً على أساس من إستطاع أن يأتى بفرد جديد فقط سوف يقبض ومن يطالب بأصل ماله أو من لم يستطع أن يأتى بفرد جديد أو يكتشف أن الأمر ما هو إلا نصب ترفض الشركة أن تعطيه جنيهاً واحداً وتخبرة أن جميع أمواله قد أخذ بها ملابس التى فى الحقيقه لا تتعدى قيمتها ١٠٠ جنيه .وأردف «هشام احمد » ،أن الشركة التى كان يعمل بها وشركات التسويق الشبكي عموماً دائما ما تطور من شكلها حتى لا تموت فى السوق ، فعندما يكشف أمرها ويبلغ النصب مداه يقوموا بتغيير إسمهم وفكرتهم ، مضيفاً أن كورونا ساعدت هؤلاء الشركات كثيراً بأن يتجهوا للنصب الإلكترونى فقامت الشركة خلال فترة كورونا بتغيير محتواها بدلًا من بيع الملابس لبيع الكورسات الإلكترونية بمبالغ طائلة للطلبة ، فيقنعوا الطلبة بأهمية تلك الكورسات وأنها ستساعدهم للعمل فى الشركة وفى حياتهم العملية أيضاً ، وهو ما أكدته الطالبة «خ،خ» التى حصلت على هذة الكورسات ودفعت مبلغ « أربعه الاف» جنيه ، وعندما شاهدت تلك الفيديوهات لم تستفد منها أى شيء وقالت أن المحتوى المجاني على الإنترنت يعد أفضل منها من حيث الإستفاده ، وتتابع الطالبه أنها حينما أرادت إسترداد أموالها التى دفعتها فى اللاشىء رفضت الشركة أن ترد لها جنيها واحداً بل وقالوا لو أرادت تحصيل تلك الأموال عليها أن تقنع فرداً من أصدقائها بدفع المال وأخذ الكورس لتستطيع هيا أن تسترد جزء من مالها ، ولكنها أبت ذلك وإستعوضت مالها عند من لا تضيع ودائعه .
فى السياق ذاته تقول” ندى عبد الجواد” ، طالبة جامعية أنها تعرضت للنصب على يد شركة إلكترونية ، عندما رأت إعلانها بطلب الشركة موظفين كول سنتر بمرتب ٢٣٠٠ جنيه بشرط دفع ١٠٠ جنيه قبل إستلام الوظيفه ، وبالفعل لعدم خبرة الطالبة ظنت أن الحظ كان حليفها ودفعت المبلغ لتجد أن التواصل مع الشركة قد توقف بمجرد إستلامهم المبلغ ، مضيفه أن الشركة المعنية لها صفحة على موقع التواصل الإجتماعى فيسبوك تضيف به كل من دفع المائة جنية وتخبرهم أن ينتظروا التوظيف لتقوم الشركة بحذف المجموعة من منصة التواصل ،وتبحث عن آخرين لتعيد كرة النصب .من جانب آخر تقول “هدى محمد” ، أيضاً الطالبة الجامعية من سوهاج التى وقعت ضحية لشركة وهمية تسوق لمنتجات عناية للبشرة بشرط أن يدفع المتقدم للشركة مبلغ قيمته ٣٠٠٠جنيه ليتمكن من شراء تلك المنتجات بتخفيضات والتسويق لها ، وأقنعتها الشركة أن المبلغ سيعود لها بالربح خلال بضعة أيام من دفع المبلغ، مضيفه انها دفعت المبلغ ولم تحصل على أى أموال لمدة مضيفة أى قررت أن تدفع مبلغا اخر قيمته ٣٠٠٠ آلاف جنيه عندما أخبروها بالشركة المعنية أن رأس مالها ضعيف لذلك لم يأتى لها بربح ، مضيفه أن ما دفعها للعمل بالشركة هو ضيق ظروف أسرتها المالية فتقول ، « خسر والدى وظيفته وأنا فى الفرقة الأولى من الجامعة وكانت مصاريف جامعتي كبيرة ببعض الشىء فعزمت أن أبحث عن وظيفة لأغطى مصاريف تعليمي ، حتى أعطتنى أمى مصاريف الجامعة وقمت بدفعها للشركة ظناً منى أنى سأحصل على ضعف المبلغ وأتكمن من دفع المصاريف ولجئت فيما بعد لإقتراض المال من أصدقائى لتغطية مصاريفى الشخصية ، انا الآن مدينه بمبلغ قدره ١٥ الف جنيه وفكرت فعلياـ فى الإنتحار وأئمل أن أَمُر من تلك المحنة على خير .تشير” بسمة محمد” الطالبة والتى تعرضت لحيل شركات النصب ثلاثة مرات على مدار ثلاثة سنوات ، فتقول « فى المرة الأولى عرضت عليَّ صديقة بحكم حبي الشديد لمجال التنمية البشرية أن هناك شركة تقدم دورة تدريبية عن هذا المجال بمبلغ مالي قدرة ١٥٠٠ جنيه وبعدها سأصبح مدربة معتمدة بمجال التنمية البشرية ، وبالفعل ذهبت لإجتماع عقدته الشركة بنادي بمحافظة بكفر الشيخ وقام المحاضر بتوزيع إستمارات علينا لمعرفة قدرات كل شخص ومهاراته ، وإكتشفت بعد أخذ الدورة والتى بالمناسبة كانت على مدار ثلاثة أيام فقط أنها بلا فائدة وأن السبيل الوحيد للحصول على أو كسب المال هو أن أقوم بإقناع فتيات آخرين لأخذ هذا الكورس ، وبعدها بعام عرضت عليَّ إحدى زميلاتي نفس الأمر ولكن قمت بتوعيتها بحقيقة الأمر وللأسف لم تنصت ،وبعدها بعام عرضت عليَُ زميلة أخرى حضور ملتقى تعقدة شركة ما للتوظيف وكان بثمن زهيد فقررت الحضور وفوجئت بأن المحاضر هو نفس الشخص الذى حاضر دورة التنمية البشرية من ثلاث سنوات، وأدركت أنهم قاموا بتغيير اسم الشركة عندما تم كشف أمرهم وعقدوا هذا الملتقى التوظيفي لجلب ضحايا جدد ،وللأسف كان من ضمن الحاضرين آباء وأمهات يأملون فعلاً أن يجدوا وظيفه مناسبة ، وعملت على توعية من حولى ما إستطعت وهناك من إقتنع وآخرين لم يقتنعوا ، وعن أسلوب المتحدثين فى هذة الشركة تقول بسمة« أنهم يعتمدون على أسلوب إستثارة العواطف بقصص النجاح المبكية والمحفزة مستخدمين هتافات محددة لإقناع الضحايا وغسل أدمغتهم» .
( التسويق الشبكى من منظور دينى ) من الجدير ذكره أن فتوى مجمع الفقه الإسلامى أقرت بأن هذا النوع من البيوع حرام شرعاً،وذلك لما يتضمنه من الربا بنوعيه فالعمولات قد تصل لعشرات الآلاف فى حين أن المنتج المباع نفسة لا يتجاوز بضعة مئات ، فالغرض منه لا يعتمد على بيع المنتجات أساساً بل أن المشتركين يقومون بالشراء طمعاً فى القدرة على التسويق للمنتج مجدداً وجذب متسوقين جدد، وفى النهاية يجد الشاب نفسه داخل دائرة نصب ولا يستطيع أن يسترد أمواله الذى دفعها سوى بجذب مستثمرين جدد فيكون أمامه إما بإكمال طريقة فى هذا العمل أو الإنسحاب والإنتحار .من هذا المنطلق فقد بات السكوت على أعمال مثل تلك الشركات الوهمية جريمة فى حد ذاتها، فهذه المؤسسات تعامل عملائها بدرجة أدنى من الأجير فالأجير لا يدفع أموالاً بل يحصل على أجرة مقابل عمل ، كما أنها تجعلهم يسوقون لبضائع لا يعلمون عنها شيئاً إلا أنهم موعودون بالربح الوفير، وتكمن الحلول الإيجابية والتى طرحها الضحايا كنصائح لجيل الشباب حتى لا يقعوا بنفس الفخ .
_ يجب توعية الشباب توعية صحيحة بمثل هذة المشاريع الوهمية والإبلاغ الفورى فى حال إكتشاف أى نشاط مماثل لبتر تلك الظاهرة _ لا بد من تركيز الجانب الإعلامى على توعية وعقد لقاءات مع ضحايا هذا النوع من التسويق لتحذير الآخرين من الوقوع بنفس الفخ
_ تشجيع الشباب على فكرة العمل العصامي فالكثير من أثرياء رواد الأعمال بدئوا من نقطة الصفر ، فيجب على الشباب أن لا ينساقوا وراء قصص النجاح الزائفة وأن يؤمنوا أن النجاح الحقيقى لا يأتى إلا بالجد والمثابرة والكفاح _
عدم دفع أى مبلغ مالى لأى شركة فى مقابل التوظيف لأن الشركات التى تطلب من عملائها دفع مبلغ مالى نظير التوظيف على الأغلب شركات وهمية
_ البحث جيداً عن أى شركة قبل التقدم بطلب للتوظيف فيها ومعرفة آراء الناس والسؤال جيداً _عدم تصديق أى شركة توعد المتقدمين بالثراء و الغنى فى وقت قصير
_ تقول إحدى اللذين تعرضوا للنصب أنها تعافت من الأمر عن الطريق عدم الثقه فى (العمل الأونلاين ) ،عن طريق الانترنت وقررت النزول للشارع والبحث عن عمل بأماكن مضمونه مثل معامل التحاليل وما إلى خلافة ، وتنصح الشباب بمثل ذلك .
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
- تعليم3 فبراير، 2024الاتحاد المصري لطلاب صيدلة يعقد مؤتمر علمي بعنوان خطوة على الطريق
- تقارير16 أكتوبر، 2023ماذا بعد مونديال قطر ؟!
- أخبار مصر والعالم17 أغسطس، 2023أرثر كارمازى: ” نؤمن بأهمية الثقافة التنظيمية في تحقيق التميز والنجاح في بيئة العمل”
- تقارير29 يوليو، 2023مصطفي الشربيني: نقطة اللاعودة أصبحت أقرب بكثير.. وصلنا إلى عتبة 1.5 درجة مئوية