الرحمة.
هي عطاء من اللّه تعالى لخلقه، هي صفة من صفات الإله، رزق اللّه لك رحمة، العطاء رحمة، المغفرة رحمة، الحب رحمة، المصائب رحمة لأنها تعلمك وتعطيك دروسًا في حياتك، الرحمة هي أن تخفف الآلام على نفسك ومن حولك، الابتسامة في وجه الآخرين والعفو عنهم رحمة.
الرحمة بالنفس.
عليك أن تكون رحيمًا بنفسك قبل أي شيء، رحمتك بعقلك من التفكير فيما يضرك، رحمتك بقلبك في أن تهون عليه متاعب الحياة، رحمتك بأهلك من المحبة والرحمة، فلولا محبة الأهل والنفس ما كانت للحياة طعم.
الرحمة بالآخرين.
إعطاء الفقير ومساعدة المريض ورعاية الأقارب وزيارة دور المسنين ورعاية الأيتام من الرحمة، الابتسامة في وجه عمال النظافة من الرحمة، تربية وتنشئة أبناءك على الرحمة وتعليمه قيم الأخلاق وتعطيه الأمان يجعله إنسان ذو رحمة، الرحمة أيضًا حماية الآخرين من الأذى النفسي والجسدي، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا مَن في الأرض يرحمكم من في السماء”؛ رواه أبو داود والترمذي بزيادة، وقال: حديث حسن صحيح.
قال أبو القاسم ابن عساكر: وارحمْ بقلبِك خلقَ الله وارعَهُم فإنَّما يرحمُ الرحمنُ مَن رَحِمَ.
الرحمة بالحيوان.
إعطاء الحيوان الجائع والطيور من الرحمة، سخر لنا اللّه تعالى الحيوانات لخدمتنا ومنافع لنا، فعلينا الإعتناء بعطاء اللّه لنا، عدم حبس الحيوانات وتقديم الطعام لها وعنايتها من الرحمة، وجاء في ذلك حديث البخاري ومسلم “عُذِّبت امرأة في هِرَّة حبَسَتْها، لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض”، وحديث أبي داود أنه صلى الله عليه وسلم مرَّ ببعيرٍ قد لَحِق ظهرُه ببطْنِه، أي هزيل من الجوع، فقال “اتقوا الله في هذه البهائم، فاركبوها صالحة وكلوها صالحة”، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن رجلًا نزل بئرًا فسقى كلبًا يلهث من شدة العطش، فشكر الله له فغفر له ولما سأله الصحابة عن الأجر في سقي البهائم قال ”في كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ” رواه البخاري، فالحيوان قد يكون سببًا في دخولك الجنة برحمتك به.