قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (من قرأ سورة الكهف فييوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين قدميه وعنان السماء) وقال( من أدرك منكم الدجال فقرأ عليه فواتح سورة الكهف كانت له عصمة من الدجال)
فما علاقة سورة الكهف بالمسيخ الدجال وما سرها في العصمة من فتنته العظيمة؟
تحكي لنا سورة الكهف أربع قصص جميلة فيها عظة وعبرة ولكن ما الرابط الذي يربطهم معًا ليتم ذكركم بسورة واحدة ؟
الإجابة هي أن القصص الأربعة تتمحور حول محور واحد وهو أنها تجمع الفتن الأربعة للحياة الدنيا والتي سينزل بها الدجال فيفتن بها الناس ويصدقونه ويتبعونه.
فقصص سورة الكهف لا تتحدث فقط عن كل فتنة من الفتن الأربعة بل بعد كل قصة يأتي بعدها الحل الرباني للعصمة والنجاة من كل فتنة.
فتبدأ بقصة الفتية الذين فروا بدينهم من الملك الظالم ونجوا بأنفسهم من أول وأعظم فتنة قد يقع فيها الإنسان وهي فتنة الدين فلجأوا إلى الكهف حيث حدثت لهم معجزة هناك ثم تأتي بعد ذلك الآيات التي توضح كيفية العصمة من هذه الفتنة العظيمة، والتي تكون بالفرار بدينك واتباع الصحبة الصالحة والبعد عن رفقاء السوء.
ثم تليها قصة صاحب الجنتين الذي رزقه الله كل المال والبنون فكفر بنعمته واغتر بنفسه بعدما وقع في ثاني فتنة وهي فتنة المال فأهلك الله تعالى جنتيه.
ثم بعد ذلك تأتي كيفية العصمة من هذه الفتنة وهي بمحاولة إدراك حقيقة الدنيا والتصديق بأنها دار متاع زائل وتذكر الآخرة وأنها هي فقط دار الخلود
. ثم تنتقل السورة إلى قصة موسى عليه السلام مع الخضر حيث ظن موسى عليه السلام أنه أعلم أهل الأرض فأوحى له الله تعالى بأن هناك من هو أعلم منه فذهب للقائه والتعلم منه فلم يصبر على ما فعله الخضر لأنه لم يفهم الحكمة في أفعاله فيقع في فتنة العلم وهنا إسقاط إلهي حكيم عن أهمية الإيمان بالقضاء والقدر والثقة في اختيار الله وحكمته.
ثم تأتي بعد ذلك آية العصمة من هذه الفتنة عن طريق الحث على التواضع وعدم الغرور بالعلم وأهمية الإيمان بأن فوق كل ذي علم عليم.
ثم تنتهي القصص بقصة ذي القرنين الذي يمتلك السلطة والعلم ويدعو إلى الله ويعطيه الله الأسباب ليجول الأرض شرقًا وغربًا ويكون سببًا في نجاة البشرية من فساد يأجوج ومأجوج حتى حين.
فالفتنة هنا هي فتنة السلطة التي نجا منها ذو القرنين بالإخلاص لله وتذكر الآخرة.
وتختتم السورة بكيفية العصمة الكاملة من الفتن بتذكر اليوم الآخرة دائمًا والسعي في الأعمال الصالحة للنجاة من فتن الدجال جميعها.
نجانا الله وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
- مقالات2023.08.16فيلسوف العرب عبد الوهاب المسيري
- أخبار مصر والعالم2023.08.05حريق هائل يلتهم مبنى وزارة الاوقاف الأثري بالقاهرة
- مقالات2023.08.05كوارث صحية ومجاعة تهدد السودان
- مقالات2023.07.20سر السعادة