بنى الملك سنوسرت الأول مجموعته الهرمية إلى الجنوب من هرم إمنمحات الأول ونجد الطريق الصاعد مبني بالحجر الجيري الجيد وقد لونوا الأجزاء السفلية من جداريه باللون الأحمر تقليدًا للجرانيت ونقشوا الأجزاء العليا من الجدران بنقوش ملونة عثر المكتشفون على بعض منها وعليها مناظر لصيد الأسماك وجماعة من أسرى الحرب الأجانب وعلى طول الطريق الصاعد توجد فجوات غائرة في الجدران بين كل فجوة وأخرى عشرة أمتار وذلك لوضع تماثيل الملك في هيئة أوزوريس ومن المحتمل أن ذلك الطريق تقليد للطريق الصاعد للمقبرة الخاصة بالملك منتوحتب في الدير البحري.
لم تندثر كل معالم المعبد الجنزي ولكن بقى منه ما يكفي لمعرفة رسمه التخطيطي وهو يشبه المعابد الجنزية في أواخر الدولة القديمة وكانت جدرانه مزخرفة بنقوش ملونة ويوجد بعض منها الآن في المتحف المصري بالقاهرة ويوجد في هذا المعبد مائدة قرابين من الجرانيت مزينة برسوم أشخاص يمثلون الأقاليم المصرية والتي تشبه مائدة القرابين التي عُثر عليها في معبد إمنمحات الأول وفي الجهة الشرقية من الهرم في الركن الشمالي منه عُثر في حفرة كبيرة في الأرض عام 1894م على عشرة تماثيل من الحجر الجيري بالحجم الطبيعي لسنوسرت الأول وهي الآن في المتحف المصري بالقاهرة وتمثل الملك وهو جالس على العرش ويلبس النقبة الملكية وعلى رأسه لباس الرأس “النمس” والتماثيل العشرة في حالة حفظ تامة ولكن من الصعب تحديد مكانها الأصلي في المعبد وفي الجهة الجنوبية من المعبد هرم جانبي صغير ويحيط به سوره الخارجي الخاص وله كساء خارجي مزدوج مازالت بعض أجزاء منه باقية في مكانها الأصلي في الواجهة الغربية منه وكان ارتفاع الهرم الأصلي 61م وطول ضلعه 105م وزاوية ميله حوالي 49° ويتكون مبنى الهرم من ثمانية جدران ضخمة من الحجر من مركز الهرم إلى كل ركن فيه وإلى منتصف كل ضلع وكذلك ثمانية جدران قصيرة اثنان منها على مقربة من كل ركن من الأركان وكانت مشيدة بعناية.
وعلى مقربة من الركن الجنوبي الغربي للهرم عُثر على وديعة للأساس فيها لوحات صغيرة وآنية فخارية ورأس ثور وعلى اللوحات اسم الهرم وهو “سنوسرت يشاهد الأرضين” وفي منتصف الضلع الشمالي للهرم كان يوجد هيكل صغير لتقديم القرابين يخفي وراءه مدخل الهرم والذي يؤدي إلى ممر هابط سقفه وجدرانه من أحجار الجرانيت المصقولة صقلًا جيدًا وينحدر هذا الممر إلى حجرة الدفن التي لا يمكن زيارتها بسبب امتلاؤها بالمياه الجوفية.
المرجع:
موسوعة مصر القديمة الجزء الثالث- سليم حسن