كان بتوزيريس كاهنًا أعظم لهرموبوليس ومقبرته ترجع إلى منتصف القرن الـ 4 قبل الميلاد وحتى نهايته وتُعتبر هذه المقبرة مقبرة عائلية اشترك فيها مع والده سشو وشقيقه جد تحوت أف عنخ وتشير الكتابات الموجودة بالمقبرة إلى ما لا يقل عن 8 من رؤساء كهنة هرموبوليس وهم:
جد تحوت أف عنخ الأول، سشو، بف نف نيت، جد تحوت أف عنخ الثاني، بتوزيريس، تاخوس، تحوت رخ بتو كم ويؤدي إلى المقبرة طريق مرصوف بطول 65 قدم وعرض 13 قدم.
يوجد مذبح له زوايا مثلثة أو ما يشبه شكل القرون وهو قائم إلى الجانب الأيسر من الطريق وخلف الفناء الخارجي توجد واجهة المقبرة التي تبدو فيها الأعمدة المستديرة ذات التيجان الزهرية والمُشكلة على هيئة سعف النخيل ويصل ما بينها جدران على هيئة ستائر حُليت بمناظر القرابين ومناظر أخرى تمثل بتوزيريس يصلي فوق صف من آلهة النيل التي تقدم القرابين.
عدد حجرات المقبرة اثنتان إحداهما هي الصالة التي تسبق المقصورة ومزينة برسوم تخص بتوزيريس نفسه ثم المقصورة التي خصصها بتوزيريس لأبيه سشو وأخيه جد تحوت أف عنخ الثاني والمناظر المنحوتة تمثل خليط عجيب من الطابع القديم الممزوج بالتأثير الإغريقي والملابس منقولة عن الطراز السائد في ذلك العصر.
في الصالة نجد على الحائط الشمالي خلف الستائر بين الأعمدة صُناع المعادن والنحاسين والمُذهبين وعملية وزن الذهب مع رص الأشياء التي تم صنعها ثم صانعي العطور والنجارين وصانعي السلال وعلى الحائط الشرقي توجد 3 صفوف تمثل مناظر الزراعة والحرث وحصاد الكتان والغلال ودرس الغلال وعلى الحائط الغربي منظر للماشية والكروم وعصر النبيذ وعلى الحائط الجنوبي منظر كبير لبتوزيريس وزوجته وهما يتقبلان القرابين من أولادهما وبناتهما مع مناظر التضحية.
نجد بعد ذلك المقصورة وهي مربعة تقريبًا ويُسند سقفها إلى 4 أعمدة مربعة تحيط ببئر الدفن والذي يبلغ عمقه 26 قدم والبئر يؤدي إلى عدة حجرات منحوتة في الصخر ومُلئت بقطع من الأحجار وأجزاء من التوابيت ومن بينها الغطاء الفخم لأحد التوابيت الثلاثة لبتوزيريس ومزين بصفوف طويلة من الكتابات الهيروغليفية المصنوعة من الزجاج الملون المطعم في الخشب.
على الحائط الشمالي منظر الإلهة نوت وهي تقدم الشراب لوالد ووالدة بتوزيريس ثم منظر بتوزيريس وهو يتعبد لوالده ومنظر قطعان الماشية وهي تُساق في المستنقعات بالطريقة المُتبعة القديمة والجزء الأيسر للحائط يظهر عليه جد تحوت أف عنخ أمام مائدة القرابين وبتوزيريس في صحبة أخيه وعلى الحائط الشرقي منظر للمركب الجنائزي مع التابوت والرجال والنساء والنائحات حاملو القرابين وأحد الكهنة يطهر المومياء عند المقبرة.
على الحائط الغربي جد تحوت أف عنخ ومعه 9 قرود و12 ثعبان من الكوبرا مع ثيران آمون وأوزوريس وفي الصف الأسفل يقوم بتوزيريس بوصف جمال المقبرة لأخيه ثم يأتي صف من 25 خادم حاملين القرابين و28 آخرين من الرجال والنساء ويحمل بعض النساء أطفالهن وفي بعض المناظر يبدو واضحًا التأثير الإغريقي.
الحائط الجنوبي ينقسم إلى 3 أقسام وفي القسم الأيسر نجد الأمير بري سشو يتعبد ومعه 9 معبودات للشمس وجد تحوت أف عنخ وأولاده يتعبدون لسشو وفي القسم الأوسط سشو وجد تحوت أف عنخ يتعبدان لأوزوريس وإيزيس وفي القسم الأيمن جد تحوت أف عنخ يتعبد لـ 9 من المعبودات بينما يظهر بتوزيريس في صحبة أخيه.
وتحت هذا نجد منظر لمستنقع به أفراس البحر والتماسيح والمقبرة في جملتها مثل رائع للتصميم والصناعة في عصورها المتأخرة.
المرجع:
الآثار المصرية في وادي النيل الجزء الثاني- جيمس بيكي