كانت الملكة خنتكاوس على الأرجح ابنة الملك “منكاورع” وتأثرت هندسة قبرها بهندسة قبر “شبسسكاف” ولكنها فضلت أن تُدفن على مقربة من أهرام أبيها وأجدادها ومن الجائز أنها كانت أم أول ملكين من ملوك الأسرة الخامسة وهما “أوسركاف وساحورع” ولا نجد في نقوشها لقب زوجة الملك.
تقع مقبرة الملكة خنتكاوس جنوب الهرم الثاني بالجيزة وشُيدت هذه المقبرة لتكون قبر للملكة خنتكاوس والتي كانت أم لملكين حكما مصر وصُممت المقبرة على هيئة تابوت كبير فوق صخرة كبيرة ونُحت في هذه الصخرة الهيكل الخاص بها وكانت جدران الهيكل المنحوتة في الصخر مغطاة بكساء من الأحجار الجيرية التي نُقشت عليها بعض المناظر المعتادة في مقابر هذا العصر.
حجرة الدفن كانت تبدأ من الحجرة الثانية من حجرات الهيكل ويؤدي المدخل إلى دهليز هابط ثم إلى حجرة للدفن فيها حجرات مخازن صغيرة على جانب الحجرة والقاعدة الصخرية لهذه المقبرة تكاد تكون مربعة وطول كل ضلع فيها 45.5م وارتفاعها 10م وصمموا جدرانها لتكون مزخرفة على هيئة الأبواب الوهمية من الخارج ولكنها كُسيت فيما بعد بالأحجار الجيرية الجيدة والبناء العلوي المبني بالحجر فهو 27.5م في الطول و21م في العرض و7.5م في الارتفاع ويتكون من سبعة مداميك من كتل الحجر الجيري المحلي ويحيط بالمقبرة سور خارجي وعُثر بجانبها على حفرة سفينة منحوتة في الصخر ومن المحتمل أن تكون هناك حفرات سفن أخرى مازالت تغطيها الرمال.
نجد في الجهة الشرقية من قبر خنتكاوس عددًا من المباني المشيدة بالطوب اللبن وكانت هذه المباني مخازن وبيوت للكهنة ومازال بعضها حتى الآن دون كشف عنه لأنها ممتدة تحت الجبانة الحديثة لبلدة نزلة السمان ونعرف من النقوش الموجودة على البوابة الجرانيتية أن الملكة خنتكاوس كانت أم لملكين يُلقب كل منهما بلقب ملك مصر العليا ومصر السفلى وأنها كانت ذات مركز ممتاز في البلاد في هذه الفترة.
أطلق سليم حسن على هذه المقبرة اسم هرم وسماها الهرم الرابع ولكن من المستحيل أن نطلق على هذه المقبرة اسم هرم لأن كلمة هرم تدل على شكل هندسي معين ولا يمكن إطلاقها على كل قبر ملكي دون النظر إلى تصميمه الهندسي وفي نفس الوقت النقوش لا تدل على أن الملكة خنتكاوس حكمت البلاد حيث أن اسمها لم يُكتب في خانة ملكية وليس لها الألقاب الملكية المعتادة ولا تلبس فوق رأسها إلا الإكليل المزين بالعقاب وهو الإكليل المعتاد لزوجات الملوك والأميرات وذلك بدلًا من التاج الملكي ومع ذلك فهذه المقبرة تعد أكبر من أي مقبرة أخرى أُقيمت لملكة من ملكات الأسرة الرابعة.
المرجع:
موسوعة مصر القديمة الجزء التاسع- سليم حسن