تختلف مقبرة الملك تحتمس الثالث في نظامها ومظهرها عن مقبرة الملك تحتمس الأول ومقبرة الملكة حتشبسوت حيث أن مقبرة الملك تحتمس الثالث تتكون من محورين ويكونان زاوية تكاد تكون قائمة ومدخل المقبرة متميز ويوجد بمكان مرتفع ولذلك أقامت مصلحة الآثار سلم من الحديد لكي يسهل الوصول إلى مدخل المقبرة والمحفور في منطقة مرتفعة في صخر بطن الجبل وتم اكتشاف هذه المقبرة على يد “لوریه” عام 1898م.
نصل من المدخل إلى دهليز ينحدر انحدار شديد إلى أسفل يوصل إلى ممر ينتهي عند حجرة صغيرة يتوسطها سلم هابط ومنها إلى ممر صغير ثم نصل بعد ذلك إلى حجرة البئر وقد تم سقف الحجرة لكي يستطيع الزوار المرور عليها وتم دهان سقف حجرة البئر باللون الأزرق وبه نجوم بيضاء ويصل عمق البئر إلى 6 أمتار ثم بعد ذلك نصل لحجرة مربعة الشكل إلى حد ما يحمل سقفها عمودين وسقفها مزين بنجوم صفراء على أرضية زرقاء وسجل على جدرانها أسماء الآلهة والآلهات التي يأتي ذكرها في کتاب موجود في العالم الآخر ويصل طول تلك النقوشات إلى 741 سم وتُعتبر هذه الحجرة نهاية المحور الأول وبداية المحور الثاني بالإضافة إلى وجود سلم هابط في الركن الشمالي من هذه الحجرة يؤدي إلى حجرة الدفن والتي كانت على هيئة الخرطوش الملكي.
نصل إلى حجرة الدفن ويحمل سقفها عمودين ويوجد على جانبيها أربع حجرات صغيرة على كل جانب حجرتين وتغطي جدران حجرة الدفن رسوم ونصوص تخطيطية وكُتبت بالخط المختصر وهو الخط الوسط بين الخط الهيروغليفي والخط الهيراطيقي وكُتبت على أرضية صفراء باللونين الأسـود والأحمر لتبدو حجرة الدفن وكأنها بردية ضخمة مفتوحة مليئة بنصوص ومناظر كتاب ما موجود في العالم الآخر وهذه الرسوم والنصوص في حالة حفظ تام وتعطينا النسخة الكاملة الأولى لكتاب موجود في العالم الآخر “كتاب الإمي دوات” بفصوله الإثنى عشر وهذه المناظر والنصوص تمثل الخطوة الأولى للرسوم التي ستظهر بالنقش البارز من بداية الملك حور محب.
ومن أجمل مناظر حجرة الدفن المناظر المرسومة على الواجهة الشمالية للعمود الأول حيث نجد عليه أكثر من منظر فريد غير مُتبع في المقابر الملكية في طيبة وهي المناظر التي تمثل الملك مع أفراد عائلته حيث يمثل المنظر الأول الملك تحتمس الثالث مع أمه إيزيس وهما في مركب في العالم الآخر ويتقدمها رجلين يحمل أحدهما رمز الإله نفرتم والثاني رمز الإله حورس ويوجد أسفل هذا المنظر منظر آخر للملك تحتمس الثالث وهو يرضع من أمه إيزيس والتي صورها المصري كشجرة الهية ذات أيدي إنسانية ممسكة بثديها لترضع ابنها الملك تحتمس الثالث وكانت إيزيس زوجة ثانوية للملك تحتمس الثاني وليست أم ملكية لذلك حرص الملك تحتمس الثالث على تصويرها معه ثم بعد ذلك نجد منظر للملك تحتمس الثالث ويتبعه ثلاثة من زوجاته هن «مریت رع” و”سات اعچ ونبتو” وابنته «نفرت آرو” أما باقي واجهات العمودين الأول والثاني فهي مليئة بمناظر کتاب موجود في العالم الآخر ويوجد في أقصى حجرة الدفن التابوت المصنوع من الحجر الرملي الأحمر وهو منقوش أيضًا ومُثلت الإلهة نوت على قاع التابوت رافعة ذراعيها وبجوار التابوت يوجد الغطاء الخاص به وتم العثور على التابوت فارغ أما المومياء فتم العثور عليها مع مجموعة أخرى في خبيئة الدير البحري.
المرجع:
موسوعة الحضارة المصرية القديمة- سمير أديب