في شهر مايو عام 1954م تم اكتشاف سفينة من خشب الأرز لم يتم الكشف عنها من قبل وكان ذلك على يد المهندس المصري كمال الملاخ عندما كان يشرف على عملية تنظيف الجهة الجنوبية من هرم الجيزة الأكبر وتلك السفينة كانت في حفرة في الصخر طولها 30م وكان هناك سفينة أخرى إلى الغرب وعُثر أيضًا في حلوان على حفرات تشبه السفن في شكلها مبنية باللبن وعلى مقربة من مقابر الأسرتين الأولى والثانية في سقارة وبعض السفن كانت مدفونة على مقربة من هرم الجيزة الأكبر ويوجد ثلاث من الحفرات التي كانت موضوعة فيها والتي تم الكشف عنها منذ عدة سنوات وبعضها يمكن رؤيته في الناحية الشرقية من الهرم كما يوجد خمس حفرات على مقربة من الهرم الثاني على مسافة قليلة من المكان الذي عُثر فيه على هذه السفينة.
قام ريزنر بتنظيف حفرات السفن التي على مقربة من الهرم الأكبر عند قيامه بالحفر شرقي ذلك الهرم في السنوات التالية لعام 1920م وعُثر في واحد منها على قطع من خشب مذهب وبعض أجزاء من الحبال ولم يُعثر على أي سفينة خشبية كبيرة منذ الدولة القديمة قبل عام 1954م والسفن الوحيدة التي عُثر عليها في منطقة دهشور يرجع تاريخها إلى الأسرة الثانية عشر واثنتان معروضتان في المتحف المصري بالقاهرة والثالثة معروضة في متحف التاريخ الطبيعي بشيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية.
تُسمى السفن التي عُثر عليها بجوار الأهرام عادةً باسم “مراكب الشمس” ولكن هذه التسمية ليست دقيقة حيث كان لدى المصريين القدماء عدة أنواع من السفن وغرضها إمداد الملك المتوفي ببديل مادي عن السفن التي يمكن أن يحتاج إليها في العالم الآخر ومن خلال نصوص الأهرام عرفنا أنه يوجد على الأقل ثمانية أنواع من السفن كان الملك يستخدمها في أسفاره السماوية حيث كان اثنتان منها لعبور السماء حيث يركب إله الشمس إحداهما لرحلة النهار وتُسمى “معنجت” والأخرى لرحلة الليل وتسمى “مسكتت” ولذلك فإن اثنتين من السفن فقط يمكننا أن نطلق عليها سفن الشمس ومن الأفضل أن نطلق على هاتين السفينتين سفن جنائزية أو طقسية حيث كانت ذات صلة وثيقة بالمعتقدات الدينية الخاصة بالبعث بعد الموت.
عُثر حتى الآن على خمس سفن للملك خوفو اثنتان منها في الجهة الجنوبية واثنتان في الجهة الشرقية وواحدة بجانب الطريق الصاعد وعُثر على السفينة المكتشفة في حفرة منحوتة في الصخر تبعد 17.85م عن قاعدة الهرم وطولها 31.20م وعرضها 2.60م وعمقها 3.50م وكانت مسقوفة بإحدى وأربعين كتلة كبيرة من الحجر الجيري وكتلة واحدة صغيرة وطول كل حجر من الأحجار الكبيرة 4.80م وعرضه 0.85م وارتفاعه 1.60م ومتوسط الوزن 16 طن وكانت أطرافها مرتكزة على شفة خاصة على كل من جانبي الحفرة كما وضعوا المونة بين كل حجر وآخر وعندما بدأ العمال في رفع تلك الأحجار من أماكنها بعد ستة أشهر على هذا الاكتشاف اتضح أن السفينة لم توضع كما هي في الحفرة وإنما تم تفكيكها قبل وضعها وحاولوا قدر المستطاع وضع أجزائها قريبًا من أماكنها الأصلية لتظهر كما لو أنها سفينة كاملة ولكنهم وضعوا مقدمتها في الحفرة دون عناية كما ألقوا بأعمدة حجرة السفينة ومجدافيها الكبيرين اللذين كان يستخدمان بدلًا من الدفة لتحريكها يمينًا ويسارًا والمجاديف الصغيرة الأخرى متناثرة فوق سطحها وأخشاب السفينة كانت تُثبت مع بعضها البعض بألسنة تعشيق وخوابير خشبية ومسامير عروية ومشابك من النحاس.
في يناير 1961م كانت أجزاء السفينة مازالت موجودة على مقربة من الحفرة في ذلك البناء الخاص بعد صيانتها كيماويًا للمحافظة عليها ويعرف القائمون بالعمل فيها الآن مكان كل قطعة فيها والسفينة تم إعادة تركيبها في المتحف الخاص وتم تركيب أجزاء السفينة وطولها من المقدمة إلى النهاية 43.55م وارتفاعها عند المقدمة 5م وعند المؤخرة 7م وتتكون أجزاؤها من 651 قطعة من الخشب وغالبيتها من أرز لبنان وتُضاف إليها بضع مئات من قطع صغيرة من الحبال والمسامير والحصير ونجد حجرة كبيرة تحتل وسط السفينة ويحمل سقفها ثلاثة أعمدة من الخشب تيجانها من النوع المعروف في الفن المصري باسم الطراز النخيلي.