يُعد القناع الذهبي الذي وجده العالم كارتر على وجه مومياء الملك الذهبي الصغير «توت عنخ آمون» من أروع القطع المعدنية في مصر القديمة، حيث وضح مدى البراعة والإتقان الذي وصل إليه الفنان المصري القديم.
وقبل الحديث عن تفاصيل القناع الجنائزي نعود إلى لحظة الكشف عنه، فعندما رأى هوارد کارتر مكتشف مقبرة الملك الذهبي الصغير هذا القناع لأول مرة كان ملتصقًا بوجه المومياء بفعل مادة الراتينج التي سكبها المحنطون بكثرة أثناء عملية التحنيط لذلك كانت عملية إزالته من أصعب ما واجه كارتر حيث اضطر في البداية إلى فحص المومياء ليرى مدى الخسائر التي ستنتج عن هذا وعلى الرغم من هذا أضر كارتر بالمومياء ضررًا شديدًا أدى إلى تلف الوجه نتيجة رغبته الملحة في نزع القناع حيث استخدم سكاكين ساخنة لإزالته.
يتميز هذا القناع بدقة الصُنع، ومقدرة الفنان المصري القديم على التعامل مع المعادن واستخدام الأحجار نصف الكريمة وكوارتز العجائن الزجاجية الملونة بهذه الدرجة من الإتقان، يبلغ ارتفاع القناع 54 سم ووزنه 11 كجم.
والملك هنا مُمثل وهو مرتدِ غطاء الرأس الملكي النمس المزخرف بخطوط عريضة من الذهب واللازورد بالتبادل واللحية الإلهية المعقوفة والتي نُفذت بشكل رائع ومتداخل من الذهب وعجائن الزجاج الملونة وفوق رأسه نجد رمز كل من قطري مصر الشمالي والجنوبي، المعبودتين واجت ونخبت كِلتاهما من الذهب الخالص مع وجود تطعيم من الزجاج والعقيق واللازورد، وتدل ملامح هذا القناع على مدى استمرار التأثر بفن العمارنة حيث الوجه البيضاوي الطويل، العيون اللوزية الممتدة على الجانبين مع خط الحاجبين، الأنف الدقيقة، الشفاة الممتلئة.
أما القلادة الواسعة الموجودة على الصدر فهي مكونة من 12 صفًا من القطع الصغيرة المغطاة بالعديد من الأحجار نصف الكريمة مثل اللازورد – التركواز – وعجائن الزجاج الملون، وطرفا هذه القلادة مشكل على هيئة رأسي صقر، أما العينان اللتان تبدوان وكأنهما حقيقيتان فهما من الكوارتز الأبيض وحجر الأوبيسديان الأسود والعيون والحواجب محددة باللازورد، هذا ونلاحظ وجود لون أحمر خفيف في طرفي العين دلالة على واقعية تمثيل العين، ومنقوش على الجزء الخلفي من القناع نص سحري كان الغرض منه حماية كل أجزاء رأس الملك الذهبي.
المرجع: 100 حقيقه مثيرة عن حياة الفراعنة- زاهي حواس