هذه القصة تصور لنا ما كان منتشر بين الناس في عهد الدولة الوسطى من قصص نُسبت إلى القدماء حيث اختاروا نسبة حوادثها إلى عصور ملوك اشتهروا في التاريخ وكانت أعمالهم ماثلة أمام عيون من جاءوا بعدهم وكانوا ينظرون إلى أيامهم نظرة إعجاب واعتزاز.
وهذه القصة محفوظة في بردية في متحف برلين ومذكورة في كثير من كتب الدراسات المصرية باسم بردية وستكار وموضوع البردية هو أن أبناء الملك خوفو باني الهرم الأكبر أخذوا يقصون عليه واحدًا بعد الآخر أحاديث عجيبة عن أعمال السحرة وما يمكنهم أن يأتوا به من معجزات وتنبؤهم بما سيحدث في المستقبل.
أول هذه القصة أو البردية مكسور ولا نعرف كيف كانت بدايتها أو محتوياتها أو من كان ابن خوفو الذي كان يقص عليه قصة حدثت في عهد الملك زوسر صاحب الهرم المدرج من ملوك الأسرة الثالثة حيث أن الجزء المحفوظ من البردية لا يزيد شيئًا على ترحم الملك خوفو على جده زوسر وتقديم القرابين له بالإضافة إلى الساحر الذي عاش في عهده ولا نعرف اسمه حتى الآن.
النسخة الباقية من البردية تتكون من إثني عشر لفافة وكُتبت في عهد الهكسوس ويُعتقد أن جزء منها كُتب في عصر الأسرة الثانية عشر كما تم استخدام هذه البردية كمصدر أدبي للتأريخ للأسرة الرابعة.
في عام 1839م أعطى هنري وستكار البردية إلى عالم المصريات “كارل ريتشارد لبسيوس” والذي لم يتمكن من فك طلاسم النص حتى استطاع “أدولف إيرمان” فكها في عام 1890م والبردية معروضة الآن في إضاءة خافتة في متحف برلين المصري.
المرجع:
موسوعة الحضارة المصرية القديمة- سمير أديب