هي من الرياضات التي اهتم بها أجدادنا منذ القدم، خاصةً أن طبيعة بلادنا الجميلة يمتد فيها من جنوبها لشمالها النيل وتحوي مياهها مساحات واسعة من أحراش الدلتا وكثيرًا من أفراس النهر والتماسيح.
فكان الأمراء والملوك يذهبون في رحلة صيد مع زوجاتهم وأقرانهم بين أحراش الدلتا يقطفون أزهار اللوتس، أو يضربون بعض رماية الطيور البرية، وبشبكتهم يصطادون أسماك النيل وفرس النهر.
ويتأملون الطبيعة ليروا الطيور في أعشاشها، أو وهي تطير بحثًا عن الغذاء لصغارها، بينما يطارد أحد الطيور مجموعة من الفراشات الكبيرة تحوم حول قسم نباتات البردي والمركب يسير وبه الأطفال، والصياد يطلق عصا الرماية، ثم يقذف الرمح نحو الطائر الذي يُسلط في المياه ليقوم الصياد بجمع صيده عن طريق القطط الأليفة التي تصحب الصياد في المركب وتقوم باحضار الطيور إلى القارب.
وكان المصري القديم يصطاد الطيور المائية باستعمال الشباك الكبيرة، وأغلب مناظر مقابر أجدادنا تصور اللحظة التي تضم فيها الشبكة، ويظهر الصيادون وهم في حذر وهدوء لمنع طيران الطيور مرة أخرى منتظرين إشارة من الصياد بغلق الشبكة، ثم يعودون إلى المنزل ومعهم أجمل وأجود الطيور يقدمونها لصاحب المنزل أو الملك؛ لكي يقوموا بشبها.
واعتبر الصيد من الرياضات التي مارسها العلماء والنبلاء، وكانوا يستخدمون للصيد حربة طويلة يربط بها من الأمام طرف عديب طويل، وإلى جانب الطيور والأسماك كان المصريون يصطادون أفراس النهر والتماسيح حرصًا على اتقاء شرها، فكانوا يهاجمونها من قواربهم باستخدام الرمح وعندما تصعد إلى السطح يقوم الصياد بإصابتها مرة أخرى.