1- الخط الهيروغليفي (Hieroglyphic) اشتقت كلمـة هيروغليفـي مـن الكلمتين اليونانيتين “هيـروس” “Hieros” وجلوفـوس “Glophos” وتعنيان الكتابة المقدسة أو النقش المقدس إشارة إلى أنها كانت تـُنقش علـى جـدران الأماكن المقدسة كالمعابد والمقابر والكتابة المنقوشة كانت تُنفذ بأسلوب النقش البارز أو الغائر على جـدران الآثار الثابتة كالمباني وعلى الآثار المنقولة (التماثيل، واللوحات، وغير ذلك من النصب الحجرية).
2 – الخط الهيراطيقي (Hieratic) اشتقت كلمة “هيراطيقي” من الكلمة اليونانية “هيراتيكوس” “Hieratikos” وتعني كهنوتي إشارة إلى أن الكهنة كانوا أكثر الناس استخدامًا لهذا الخط حيث أن نسبة كبيرة من النصوص الهيراطيقية وخاصةً فـي العصور المتأخرة هي نصوص دينية وكُتب معظمها بواسطة الكهنة.
والخط الهيراطيقي هو تبسيط للخط الهيروغليفي أو بمعنى آخر اختصار له ولعل المصري القـديم قد توصل إلى هذه الخطوط الهامة في مجال فن الخط لأسباب كثيرة منها أن الخط الهيروغليفي هو خـط يتناسب مع طبيعة النصوص الدنيوية والدينية التي ازدادت بازدياد حركة الحياة والتـي تطلبت خط سريع كما تطلبت مواد كتابة لا يصلح معها إلا الخط السريع، مثـل البـردي والأوسـتراكا الشقافة وذلك على عكس الخط الهيروغليفي – خط التفاصيل – الذي يتناسب أكثر مع المنشآت الـضخمة حيث كان يُنقش بالأزاميل، وأما الخط الهيراطيقي فكان يُكتب بقلم البوص والحبر.
3 – الخط الديموطيقي (Demotic) اشتق مسمى هذا الخط من الكلمة اليونانية “ليموس” “Demos”، والنسبة منهـا “ديموتيكـوس” أي شعبي ولا يعني هذا المسمى الربط بين هذا الخط وبين الطبقات الشعبية فـي مـصر وإنمـا هـو خـط المعاملات اليومية، ويمكن أن يُقارن بخط الرقعة بالنسبة للغة العربية. ويمثل الخط الديموطيقي الـذي ظهـر منذ القرن الثامن قبل الميلاد واستمر حتى القرن الخامس الميلادي المرحلة الخطية الثالثة بعد الهيروغليفـي والهيراطيقي، وجاء ظهور هذا الخط نتيجة لتعدد الأنشطة وكثرة المعاملات، وخصوصًا الإدارية منها، والتي تحتاج لسرعة في الإنجاز، وقد كُتب هذا الخط على مادتين رئيسيتين، وهما البردي والأوستراكا الشقافة.
4- خط اللغة القبطية ويعبر عن المرحلة الأخيرة من مراحل اللغة المصرية القديمة وكلمة “قبطي” المشتقة مـن اليونانيـة ليجوبتي، وتعني “مصري”، إشارة إلى المواطن الذي عاش على أرض مصر وإلى الكتابة التـي عبـرت عن لغته في هذه المرحلة ولأن القبطية هي الصدى الأخير للغة المصرية القديمة، فهي تمثل أهميـة لغويـة خاصة من حيث استخدام حروف الحركة لأول مرة في خط من خطوط اللغة المصرية، الأمر الـذي سـاعد إلى حد كبير في التوصل إلى أقرب نطق صحيح للغة المصرية القديمة.
وبحثًا عن الأسباب التي أدت إلى أن يكتب المصري هذه المرحلة الأخيرة من مراحل اللغة المصرية بحروف يونانية، فإنه يمكن القول بأن المصري كان قد اضطر لأسباب عملية تتمثل في وجـود اليونانيين الغزاة لأن يبحث عن خط يسهل له وسيلة التفاهم معهم فاختار الأبجدية اليونانية لكي تعبر عـن أصـوات اللغة المصرية حفاظًا على لغته، وأضاف إليها سبع علامات مأخوذة من الديموطيقية، وليس لها ما يقابلها من الناحية الصوتية في اللغة اليونانية وقد تعددت لهجات اللغة القبطية من صعيدية إلى بحيرية وفيومية وأخميمية، وظلت مُستخدمة حتى بعـد دخول الإسلام مصر، ولا تزال القبطية في إحدى لهجاتها تستخدم في الصلوات في كنائسنا حتى يومنا هذا.
المرجع:
د. عبد الحليم نور الدين- اللغة المصرية القديمة