يُعد رأس تمثال الملك أوسر كاف الذي يلبس تاج الوجه البحري الأحمر مثالًا واضحًا للأسلوب الفني المميز لمطلع الأسرة الـ 5 وكان امتدادًا لتراث الأسرة الـ 4 الفني وقد شيد أوسر كاف هرمه في سقارة خلافًا لسلفه شبسسكاف آخر ملوك الأسرة الـ 4 والذي شيد هرمه في الجيزة وعُثر في مـعـبـده الجنزي على رأس أول تمثال ضخم معروف من عصر الدولة القديمة (في القاعة 47) وكذلك لوحات ذات نقوش قليلة البروز ذات قيمة فنية عالية.
وفي صحراء أبو صير شمال سقارة مباشرةً، شيد أوسر كاف أول معبد لعبادة معبود الشمس حيث عُثر على هذا الرأس ثم أعقبته سلسلة من تلك المعابد بحكم ارتفاع منزلة عقيدة الشمس منذ عصر الأسرة الـ 4 ويتبع هذا الرأس تقاليد الفن التي أرسيت أيام منكاورع حيث تتجلى روعة الإتقان التي شهدناها من قبل في تماثيل الثالوث الشهيرة للملك منكاورع حيث نلاحظ فيها أسلوبًا واحدًا من حيث استدارة خطوط الوجه والأنف ثم مع دقة النسب في العيون واستطالة شرطة العين الجانبية في نقش قليل البـروز وتعلوها حـواجـب بارزة تتوافق مع خطوط الجـفـون المقوسة وذلك فضلًا عن الصقل الرائع للوجه ونسبه الجذابة، وفي كل ذلك ما يجعل من هذا الرأس بحق مثالًا رائعًا للأسلوب الفني لعصر الأسرة الـ 5.
وكان الأثريون عند كـشـفـه قـد نسبوه إلى ربة صا الحجر نيت التي تميزت كذلك بتاج الوجه البحري الأحمر، غير أن الشارب الخفيف قد كان برهانًا على أنه رأس ملكي رغم النعـومـة القـصـوى في تشكيل الرأس مع غياب اللحية وإن غابت في تماثيل أخرى معروفة مثل خع سخم وخوفو.
المرجع:
موسوعة مصر القديمة الجزء الثاني- سليم حسن
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
- التاريخ18 يوليو، 2023المعبود آتون
- حوادث14 يونيو، 2023إصابة 13 شخص بسبب حادث تصادم بالرياض
- أخبار مصر والعالم14 يونيو، 2023القضاء على قوائم الانتظار لمرضى الغسيل الكلوي
- أخبار مصر والعالم14 يونيو، 2023تنظيم معرض لتوزيع الملابس بالمجان بمركز دسوق