يمثل عصر ما قبل الأسرات الفترة منذ انتهاء حضارة البداري حتى بداية الأسرة الأولى حوالي عام 3200 قبل الميلاد وتقابل هذه الفترة استخدام النحاس والخصائص العامة لعصر ما قبل الأسرات تتلخص في الآتي:
يعتقد البعض أن حضارات عصر ما قبل الأسرات نشأت نشأة محلية أي أنها تطورت عن حضارة البداري على أساس وجود تشابه كبير لأنواع الفخار بينها وبين حضارة البداري مثل الفخار الأحمر المصقول والفخار الأسود المصقول والفخار ذو الفوهة السوداء.
اختلفت الآراء عن أصل حضارات عصر ما قبل الأسرات فهناك من يرى أنها لم تنشأ في جنوب مصر وإنما أتى بها قوم من جنوب شبه الجزيرة العربية عبر البحر الأحمر وليس عن طريق برزخ السويس أو ربما جاء أهل هذه الحضارات من المناطق الواقعة بين الوادي والبحر الأحمر وربما قدموا من النوبة ولكن الرأي الأخير ضعيف على أساس أن مصر هي التي أمدت النوبة بعناصر الحضارة وليس العكس.
كان هناك من يعتقد أن هذه الفترة لم تشهد الاستقرار الكامل وفي هذا العصر ارتقت الزراعة وتنوعت المحاصيل الزراعية وتعاون أفراد المجتمع فيما بينهم فاستطاعوا شق القنوات ليوصلوا مياه النيل إلى الأجزاء البعيدة عن النهر كما نجحوا في تجفيف مساحات كبيرة من المستنقعات وأقاموا الجسور للحماية من خطر الفيضانات.
عاش أصحاب حضارات عصر ما قبل الأسرات في بيئة انتشرت فيها المراعي وبعض النباتات الأخرى مثل أشجار السنط والآثل والصفصاف والجميز وبسبب وجود المستنقعات والبرك في شمال الدلتا نمت بعض النباتات مثل اللوتس والبردي والغاب كما عرفت مصر في هذا العصر أنواعًا مختلفة من الحيوانات.
كشفت الأدلة الأركيولوجية عن تركز حضارات عصر ما قبل الأسرات في الصعيد وذلك لا يعني أن الدلتا كانت أقل مستوى من الصعيد حيث ترتب على زيادة معدلات إرساب الطمي إلى دفن مخلفات هذا العصر ولذلك لم يُكشف الستار عن حضارات هذا العصر في الدلتا إلا في هوامشها أو في المناطق المرتفعة في وسطها.
اختلفت حدود مصر في عصر ما قبل الأسرات عن العصور التي سبقته وتلك التي لحقت به حيث أن الحدود الجنوبية كانت غير واضحة حيث لم يُكشف عن آثار لهذا العصر في الجنوب إلا في منطقة خورباهان في النوبة وكان البحر المتوسط هو الحد الشمالي لمصر في ذلك الوقت.
المرجع:
الشرق الأدنى القديم مصر القديمة- عبد العزيز صالح