وصل إلينا منذ فجر التاريخ آثار تدل على حرص المصريين القدماء على الجمال والزينة كما تدل على كفاءة الصانع وقدرته على إمداد المرأة المصرية بما تحب من الحلي وأدوات الزينة وكان المصري في ذلك الوقت قد كشف المعادن الثمينة والأحجار نصف الكريمة وتمكن من استخدامها فيما يريد.
كان المصريون يتحلون بالمغرة ويكتحلون بالدهنج لوقاية العين من وهج الشمس ويصحنونها على صلايات وتفننوا في تشكيلها من حجر الأردواز وكانوا يتزينون بالكحل الأسود ويعجبون بالعين المكحولة والتي جعلوها في الكتابة رمزًا للزينة والجمال.
كانت المرأة في مصر القديمة تحتفظ بصندوق يشتمل على المرآة والأمواس وأوعية العطور والأصباغ والمكاحل وكان الصانع يتقن في تشكيل تلك الأدوات وتجميل زخارفها حيث كانت المرآة من أهم أمتعة المرأة وكانت تُصنع من أقراص ذات مقابض مختلفة الأشكال من البرونز وكان الأثرياء يصنعونها من الفضة حيث تشكل مقابضها أحيانًا في هيئة المعبودة حتحور أو في هيئة امرأة تحمل القرص فوق رأسها.
تعددت أنواع المكاحل عند المصري القديم حيث كان يوجد مكاحل على هيئة النخلة المزخرفة بزهور السوسن أو مناظر الموسيقيين العازفين بينما أوعية العطور فاتخذت هيئة أشكال وتماثيل مختلفة فكانت على شكل فتاة تسبح من وراء بطة ومنها ما هو على شكل جرة يحملها على الكتف رجل أو امرأة أو على شكل غزال مقيد أو نخلة وكانت الأدهان عند الاستعمال تُصب في أطباق جميلة من الأردواز في شكل أوراق الشجر حيث يغترفون منها بملاعق آية في الجمال وكان منها على شكل شجرة رمان مثمرة أو زهرة البردي أو السوسن أو باقة منها.
من أروع أوعية الأدهنة وأجملها صندوق توت عنخ آمون وهو من الألباستر المزخرف بمناظر حيوان الصحراء وله غطاء يعلوه أسد وديع ويقوم على أربعة من رءوس أعداء مصر ووعاء آخر في هيئة الغزال الجاثم ومن الأمواس ما كان مستطيلًا محددًا ضلعه الضيق مقوسًا حتى يمكن بحركة عمودية إزالة شعر الجسد في الأماكن البعيدة مثل الإبطين.
المرجع:
موسوعة الحضارة المصرية القديمة- سمير أديب