نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرًا حول غضب الإدارة الأمريكية للرئيس “جو بايدن” من التقاربات بين حاكم الإمارات الشيخ “محمد بن زايد آل نهيان” وكل من روسيا والصين، حيث قال “بن زايد” “لبوتين” على مسمع من الصحفيين في مؤتمر سان بطرسبورج الاقتصادي الأخير أنه لم يرضخ للتهديدات الغربية بخصوص علاقته بروسيا، وأنه مستمر في التعاون مع موسكو، كما أعلنت أبو ظبي دخولها في مناورات جوية مع سلاح الطيران الصيني خلال شهر أغسطس الحالي، وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية قد انفردت بخبر مضي الإمارات في السماح لبكين ببناء قاعدة تجسس صينية في ميناء خليفة الإماراتي.
في “16 يونيو 2023″، التقى الشيخ “محمد بن زايد آل نهيان” رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بالرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” على هامش منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، وخلال الاجتماع، قال الشيخ “محمد بن زايد” إن الإمارات تؤيد “خفض التصعيد” والتوصل إلى “حلول سياسية” للنزاع في أوكرانيا، كما أعرب عن استعداد الإمارات للمساعدة في أي جهود سلام بين روسيا وأوكرانيا.
كما أن تصريح الشيخ محمد بن زايد له دلالات مهمة على موقف الإمارات من الأزمة الأوكرانية، فالإمارات هي من الدول القليلة التي لم تنضم إلى العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، بالإضافة إلى أنها من الدول التي حافظت على علاقاتها مع روسيا، ورفضت الإدانة الصريحة للهجوم الروسي على أوكرانيا.
ويمكن تفسير موقف الإمارات من الأزمة الأوكرانية بعدة أسباب، أولًا، الإمارات تعتمد على روسيا في عدد من المجالات، بما في ذلك الطاقة والطيران.
ثانيًا، الإمارات حريصة على عدم الإضرار بعلاقاتها مع روسيا، التي تعتبرها قوة إقليمية مهمة.
ثالثًا، الإمارات تسعى إلى لعب دور وساطة بين روسيا وأوكرانيا، وتعتبر أن خفض التصعيد والتوصل إلى حل سياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة.
موقف الإمارات من الأزمة الأوكرانية يثير تساؤلات حول التزامها بالقيم الغربية، فالإمارات هي عضو في مجلس التعاون الخليجي، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، كما أن الإمارات هي عضو في الأمم المتحدة، التي تدعو إلى احترام القانون الدولي وسيادة الدول.
موقف الإمارات من الأزمة الأوكرانية يعكس التحديات التي تواجهها الدول العربية في الحفاظ على علاقاتها مع الغرب، من جهة، وروسيا من جهة أخرى، فروسيا هي قوة إقليمية مهمة تلعب دورًا في عدد من الملفات العربية، بما في ذلك الملف السوري والملف الليبي، كما أن روسيا هي مصدر مهم للطاقة بالنسبة لبعض الدول العربية، وهذا الموقف يعكس الواقع الجديد في العالم العربي، الذي يتسم بتعددية المراكز والقوى.
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
- أخبار مصر والعالم2024.10.04تهنئ جريدة الجمهور الملازم اسلام علاء الديب
- ترندات2024.09.29خليل أحمد: فنان تشكيلي يدمج بين الفن والأعمال عبر “المرسم جروب”
- الكورة العالمية2024.02.15بدأ اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي رفح بريًا
- أخبار مصر والعالم2024.01.16صراع المنطقة ليس مستبعد لقيام الحرب العالميه الثالثه