يقع الهرم الجنوبي في منطقة دهشور بمحافظة الجيزة ويسمى أحيانًا “الهرم المنحني” وهو أول هرم شُيد ليكون هرمًا صحيحًا حيث ظلت مصر منذ قيام الملك إيمحوتب بتشييد الهرم المدرج تبني أهرام ملوكها على نفس شكل الهرم المدرج الذي بناه الملك إيمحوتب والهرم الجنوبي المشيد للملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة كان نتيجة التطور المعماري في تشييد المقبرة الملكية.
يتميز الهرم الجنوبي بانحناء جوانبه والسبب في ذلك أن المعماري الذي صمم هذا الهرم رأى أن تكون زاوية ميل أضلاعه 54°31ولكن بعد الارتفاع بالهرم 49م أدرك أن ارتفاعه سيكون كبير جدًا حيث بدأت تظهر في المبنى تشققات صغيرة حيث قام بتعديل زاوية ميل الهرم إلى 43°21
وارتفع أكثر من 52م وطول ضلع قاعدته المربعة 188.60م.
يتميز الهرم أيضًا باحتفاظه بالجزء الأكبر من كسائه الخارجي وقد أثبتت حفائر مصلحة الآثار أن لهذا الهرم مدخلين أحدهما في منتصف الجهة الشمالية ويؤدي إلى ممرات تنتهي بحجرة كبيرة في داخله والمدخل الثاني من الجهة الغربية ويؤدي إلى داخل الهرم وإلى حجرة أخرى وكل مدخل منهما مستقل عن الآخر ويوصل بين الجزءين دهليز قصير يشبه النفق.
لا يوجد هرم في العصور السابقة مثل الهرم الجنوبي في طريقة التشييد أو نظام الممرات الداخلية ويعتبر هذا الهرم المدرسة المعمارية الأولى التي وضعت الأسس والقواعد الرئيسية لتشييد الأهرامات.
أثناء العمل في تشييد هذا الهرم بدأوا في تشييد هرم آخر للملك (الهرم الشمالي) ولكنهم استمروا في تشييد باقي أجزاء المجموعة الهرمية للهرم الجنوبي وهي المعبد الجنائزي والطريق الصاعد ومعبد الوادي والهرم الجانبي الصغير في الناحية الجنوبية من الهرم وأثناء حفر كل من المعبد الجنائزي ومعبد الوادي تم العثور على نقوش وتماثيل وآثار ترجع إلى الملك سنفرو وتعرضت هذه المجموعة الهرمية للتخريب في عصر الدولة الحديثة واستخدموا معبد الوادي كمحجر يأخذون منه الأحجار لتشييد مباني أخرى.