ألقى الرئيس “عبد الفتاح السيسي”، كلمته خلال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة بالبحر الميت (20 ديسمبر 2022).
وجاءت كلمته «إن انعقاد قمتنا اليوم يحمل معه دلالة سياسية هامة على اعتزامنا مواصلة توفير كافة سبل الدعم للعراق الشقيق، ورغبة صادقة في الانتقال إلى مرحلة جديدة من الشراكة من خلال تعزيز العمل في أطر التعاون الثنائي، أو المتعدد كآلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن، أو غيرها، كما يمثل اجتماعنا فرصة لتبادل وجهات النظر واستكشاف آفاق جديدة للتنسيق والتعاون بين بلادنا والعراق دعمًا لمسيرته نحو الاستقرار وبما يعزز قدراتنا في مواجهة التحديات المرتبطة بالأزمات الدولية وما يستتبعها من تحديات عابرة للحدود في مجالات الصحة، وأمن الغذاء، والطاقة، وسلاسل الإمداد وغيرها، وبما يحقق مصالح شعوبنا.
لقد واجه العراق على مدار سنوات طويلة انعكاسات بالغة السلبية لانتشار الإرهاب والفكر المتطرف، وويلات الصراعات والحروب طويلة الأمد، في سياق لم يخل من تدخلات خارجية، على نحو أثقل كاهل العراقيين، وارتدت آثاره إلى كل شعوب المنطقة.
أخي جلالة الملك “عبد الله الثاني بن الحسين” ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، أصحاب الفخامة والسمو، ملوك ورؤساء وأمراء الدول الشقيقة والصديقة، السيدات والسادة يسعدني أن أتواجد معكم اليوم في المملكة الأردنية الهاشمية، وأن أتوجه بهذه المناسبة بخالص الشكر والتقدير إلى صاحب الجلالة الملك “عبد الله الثاني” على مبادرته لاستضافة هذه القمة بالبحر الميت، وعلى كرم الضيافة وحسن الاستقبال، وعلى جهود فخامة الرئيس “ايمانويل ماكرون” رئيس الجمهورية الفرنسية في الحفاظ على دورية انعقاد هذه القمة.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، يلتئم هذا الجمع الكريم للمرة الثانية بعد قمتنا الأولى التي احتضنتها بغداد في أغسطس عام ۲۰۲۱، حين تعاهدنا سويًا على دعم الجهود الوطنية لأشقائنا في العراق حكومةً وشعبًا في سبيل تحقيق أمن واستقرار بلادهم، وحفظ سيادتها، واستعادة مكانتها التاريخية ودورها العربي والإقليمي الفعال، ويأتي اجتماعنا اليوم ونحن نشهد تحسنًا ملموسًا في الأوضاع بالعراق، وانتهز هذه المناسبة لكي أتقدم بخالص التهنئة إلى دولة رئيس الوزراء العراقي “محمد شياع السوداني” وللشعب العراقي العزيز على استكمال مراحل الاستحقاق الدستورية، وبما يفتح المجال للانطلاق نحو المستقبل.