![](https://elgomhornow.com/wp-content/uploads/2024/05/IMG-20240519-WA0044-1024x1024.jpg)
تكوين إسلام أمريكاني منزوع العقائد …. شيريل بينارد وضعت أهداف وأغراض تكوين
في كتابها المثير للجدل والسخرية في آن واحد الإسلام المدني الديمقراطي تجادل المستشرقة اليهودية المتعصبة شيريل بينارد لصانع القرار وتنصحه بعدة أمور ليصبح الإسلام أمريكيًا سائلًا لا يعرف له ملامح ولا حبائل ليتحول لمجرد دين بالمعنى الغربي .
وحتى لا يتم اختلاط الأمر عليك ولا تظن أنه مجرد كتاب عابر يعبر عن مجرد اقتراحات وتوصيات غير قابلة للتحقق، فإن المشرف على هذه التقارير مؤسسة راند وهي مقربة من البنتاجون الأمريكي ويبلغ حجم تمويلها سنويًا ب ٣٦٤ مليار دولار .
ويوزع التمويل حسب عدة جهات مانحة وداعمة للمؤسسة منها على سبيل المثال لا الحصر الجيش الأمريكي ب٥٠% من إجمالي التمويل و٣٥% من المخابرات المركزية الأمريكية مما يجعلها صنمًا من مراكز التفكير والأبحاث التي لا مبالغة بها، تشكل السياسات الخارجية الأمريكية تجاه الدول العربية والأسيوية .
فعند التطرق للتقرير نفسه كمقترح من دون مراجعة نقدية فسنجد دليلًا عمليًا على السياسات المتبعة تجاه الإسلام بحصاره ومحاولة تفريغه عبر مهاجمته بحمولة ومنظومة معرفية مغايرة تحت مسميات التجديد والتنوير والتطبيق فيؤطر بذلك الطريق لدين جديد لزيادة الإلحاد واللادينية .
تقسم شيريل بينارد المسلمين هنا لأربع أقسام وهم الأصوليين والمحافظين والعلمانيين والحداثيين والأصوليين هم الملتزمين بالنصوص والتراث فيما يختلف المحافظيين عنهم إنهم أكثر مرونة وقابلية للتنازل عن بعض التعاملات والتفسيرات الصارمة للنصوص، بينما العلمانيين الذين لا يعترفوا بسلطة الدين على الناس والأكثر تقربًا وتشربًا لأفكار الغرب الفلسفية مثل الحرية والانحلال الأخلاقي ويزداد الحداثيين ذلك عنهم أنهم يحاولون تفسير موقفهم بأن مجددين ومسلمين ولكنهم يرون أن الأحكام والنصوص لم تزل تصلح لزمننا فيحاولون تأويلها بطريقة إما تخرج الأحكام من النص أو تخرج وتصفي النص عن معناه الحقيقي والواقعي .
وتوصي أيضًا بتكبير الخلافات بين الأصوليين والمحافظيين لتجعل تقاربهم أكبر من العلمانيين والحداثيين عما هم أقرب وأجدد منهم وأكثر منهم فهمًا وعمقًا في الدين الإسلامي ودوام شق الصف حق يراد به باطل هنا حتى لا تنتهز فرصة لاجتماع العلم المترسخ والبعد الاجتماعي لدى الأصوليين والمحافظيين لأنهم ما إن اجتمعوا معًا ذهب جهد العلمانيين والملاحدة والحداثيين مهب الرياح دون ركعة .
وتكمل بينارد أيضًا بأن مؤلفات الحداثيين والعلمانيين يجب أن تغرق الأسواق لتكون لهم أرضية شعبية ويشق صف المجتمع من الداخل للتمكن من اللعب في الأسس المجتمعية تحت أسماء براقة مثل حرية التعبير والقراءة المعاصرة والشفافية والمصداقية، فالبراقة تعطي بحق الخليفة المعرفية الغامضة ولا تكسر إلا بعد فوات الأوان .
وتوصي بأحقية إعطاء الفرصة للفرق الصوفية للاستبدال الروحي والشعائري بعد دمار وتشويه كامل للأصوليين وفصل المحافظيين باعتبارهم منبوذين اجتماعين يعترضون بكثرة على النظمات الحاكمة والسياسات للدولة .
وبعد إعطاء المجال للصوفية، يأتي الدور على تشويه ونقد البخاري باعتباره “أهم الكتب وأصحها بعد القرآن ” لأسباب معينة أهمها إسقاط مكانة السنة ومن ثم القرآن في القلب فالثقة والمنهجية متلازمان في التدين وخاصة لدى مواطن العالم الثالث وفقًا لهومي بابا في كتاب موقع الثقافة.
الذوبان المضحك ….بوادر ظهور السخرية الأوربية لنهاية الدين .
وعند التطبيق لدى بابا نجد أن السخرية والتهكم من الدين يضعف ويوهن منه بمرور الوقت وخاصة إن تم مهاجمته من الداخل واستغلال الجهل بين الشباب خصيصًا لعدم امتلاكهم المعرفة الرصينة واللازمة.
وعند التكرار يدرج بابا المعرفة الدينية في سبيل السخرية والتهكم أي أن دور الدين يجب أن ينحصر إما في دور السخرية أو الانحسار البعيد الذي يساعد في ذوبان البنية الاجتماعية والنفسية بطريقة شاملة وكبيرة .
ويشار لبعد الذوبان من بعد التحول الكبير في أوروبا بالتخلي الكامل عن الدين في القرن التاسع عشر مقابل التطور والتجديد بل يزيد لنا الكاتب روبرت يونغ الأمر بإعادة كتابة التاريخ من الأصل لغير الغربيين في كتاب أساطير بيضاء .
فوقعت أوروبا في شراك الذوبان بظهور العصر الحداثي للمعرفة فتغيرت بذلك المفاهيم والمنظومات اليومية التي يعيش بها المرء فانسحب المعنى من الحياة وفقًا لأستاذ علم النفس النقدي ارفين د. يالوم .
وتوافق معه عالم النفس النقدي البروفسور تود سلون في كتابه حياة تالفة أن إلزامية الحياة وسعادتها أضحت رمادًا وسرابًا لما تم من التفريق والتشذيذ الحياتي عبر بث التلف .
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
مقالات2024.05.29كلا لن تفعلها أبدًا :هيئة الرد المصري على مقتل الشهيدين عبد الله رمضان وإسلام عبد الرازق
مقالات2024.05.20التطبيع العنيف مع التنوير ….عندما تحولت نصيحة الشيخ عبد العزيز الطريفي لحقيقة واقعة في ألمانيا وبولندا
مقالات2024.05.19تنوير التقويض .. جذور فكرة المخطط لتغير المفاهيم الشرعية والقيمية عبر مركز تكوين الفكر العربي
مقالات2024.05.16مركز تكوين للملحدين… إثارة الجدل لتكوين عقائد جديدة وحداثية(١)