![](https://elgomhornow.com/wp-content/uploads/2024/03/IMG-20240317-WA0151-1024x1024.jpg)
الجزء الثاني من شياطين الإنس
أما الفكرة الثانية التي تسعى هذه المسلسلات لنشرها هي الطعن في ثوابت الدين ومهاجمة علماء الدين والاستهزاء بهم.
ولعل خير مثال على ذلك مسلسل نيلي كريم “فاتن أمل حربي” العام الماضي الذي اعترض أن حضانة الطفل تذهب إلى الأب في حالة زواج الأم، وهنا أتسائل، ألم يقرأ هؤلاء قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داوود وأحمد وصححه الحاكم عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت له “يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ بَطْنِي لَهُ وِعَاءً، وَثَدْيِي لَهُ سِقَاءً، وَحِجْرِي لَهُ حِوَاءً، وَإِنَّ أَبَاهُ طَلَّقَنِي، وَأَرَادَ أَنْ يَنْتَزِعَهُ مِنِّي. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أَنْتِ أَحَقُّ بِهِ، مَا لَمْ تَنْكِحِي”. وأيضًا، تروج هذه المسلسلات للفكر المتطرف الذي تتبعه الجماعات الإرهابية التي تسيء إلى ديننا الحنيف، ولعل خير مثال على ذلك مسلسل إلهام شاهين “طلوع الروح” الذي لا يُروج فقط للفكر المتطرف بل هو يستهزأ بكل شيء في الدين.
فهو يصور المرأة المسلمة بصورة قبيحة، بل يصور المسلمين جميعًا بصورة قبيحة، وخير دليل على ذلك المشهد التي كانت تتحدث فيه إلهام شاهين مع أحد الممثلين المشاركين في هذا المسلسل وتقول له “وحشتني يا سيدنا الشيخ أنت جيت على بالي قبل الصلاة فقلت أكلمك” وهنا سؤال آخر، هل يفكر المسلمون في الدنيا أصلًا قبل ذهابهم إلى الصلاة؟ المفترض أننا نترك الدنيا وراء ظهورنا عند ذهابنا للصلاة ونصلي صلاة ودع.
لا أدري بما يستهزأ هؤلاء، أيستهزئون بالله أم برسول الله أم بالمسلمين؟ ألم يعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما رواه البخاري عن المغيرة ابن شعبة “إن كذبَ عليَّ ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار”.
ألم يعلموا أن الله أعد عقابًا عظيمًا لمن قال على شيء هو من عند الله وهو ليس من عند الله فقال تعالى “إِنَّ ٱلَّذِينَ يَشۡتَرُونَ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ وَأَيۡمَٰنِهِمۡ ثَمَنٗا قَلِيلًا أُوْلَٰٓئِكَ لَا خَلَٰقَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيۡهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ (77) وَإِنَّ مِنۡهُمۡ لَفَرِيقٗا يَلۡوُۥنَ أَلۡسِنَتَهُم بِٱلۡكِتَٰبِ لِتَحۡسَبُوهُ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمَا هُوَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَمَا هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ”.
وأما عن الاستهزاء بالعلماء، فلعل مسلسل خالد النبوي “رسالة الإمام” خير دليل على ذلك، وهنا أتسائل أي شافعي يتحدث عنه المسلسل؟ أيتحدث عن محمد ابن إدريس الشافعي العالم الجليل أم يتحدث عن جار لهم يُسمى شافعي؟ هل الاستهزاء بالعلماء أصبح هينًا لهذه الدرجة ألم يعلموا أن للعلماء مكانة عظيمة عند الله؟ فقال تعالى “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ” ألم يعلموا أن أول كلمة نزلت من القرأن تحث على طلب العلم “اقرأ”؟ ألم يعلموا أن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم؟ ألم يعلموا أن طالب العلم يستغفر له من في السموات والأرض فقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داوود والترمذي وابن ماجه وأحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “مَن سَلَكَ طَريقًا يَطلُبُ فيه عِلمًا، سَلَكَ اللهُ به طَريقًا إلى الجنَّةِ، وإنَّ المَلائكةَ تَضَعُ أجنِحَتَها لطالِبِ العِلْمِ رِضًا بما يَصنَعُ، وإنَّه لَتَستَغفِرُ له دَوابُّ البَحرِ، حتى الحيتانُ في البَحرِ، وإنَّ فَضلَ العالِمِ على العابِدِ كفَضلِ القَمَرِ لَيلةَ البَدرِ على الكَواكِبِ، وإنَّ العُلَماءَ وَرَثةُ الأنبياءِ، إنَّ الأنبياءَ لم يَدَعوا دينارًا ولا دِرهَمًا، ولكِنَّهم -وفي حديثِ زاهِرٍ: ولكنْ- وَرَّثوا العِلْمَ؛ فمَن أخَذَ به -وقال زاهِرٌ: فمَن أخَذَه- فقد أخَذَ بحَظٍّ وافِرٍ.”
ألم يعلموا أن من يجلس في مجالس العلم فهو في مغفرة الله، بل من يجلس ينتظر شخصًا في مجلس علم وهو لا يستمع إلى هذا الدرس فهو أيضًا في معية الله؛ لأن هؤلاء قوم لا يُشقى جليسهم فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا ، يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ ، حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ ، قَالَ : فَيَسْأَلُهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ ، مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ : جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ ، يُسَبِّحُونَكَ ، وَيُكَبِّرُونَكَ ، وَيُهَلِّلُونَكَ ، وَيَحْمَدُونَكَ ، وَيَسْأَلُونَكَ ، قَالَ : وَمَاذَا يَسْأَلُونِي ؟ قَالُوا : يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ ، قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا : لَا ، أَيْ رَبِّ ، قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي ؟ ، قَالُوا : وَيَسْتَجِيرُونَكَ . قَالَ : وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي ؟ قَالُوا : مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ . قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا : لَا ، قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا : وَيَسْتَغْفِرُونَكَ ، قَالَ : فَيَقُولُ : قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا ، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا . قَالَ : فَيَقُولُونَ : رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ . فَيَقُولُ : وَلَهُ غَفَرْتُ ، هُمْ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ”. وفي رواية أخرى في البخاري “قَالَ يَقُولُ مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ : فِيهِمْ فُلَانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ ، قَالَ هُمْ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ”.
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
مقالات2024.04.19الفتور عن الطاعة بعد رمضان
مقالات2024.04.15استمرار القيام بعد رمضان
مقالات2024.04.07شياطين الإنس
مقالات2024.03.24وأنا مالي