قال الكاتب «محمد هادي»، إنه في ظل التقدم التكنولوجي والتحول الرقمي، ظهرت نوعية جديدة من الجرائم يطلق عليها العديد من المسميات منها «الجريمة السيبرانية» حيث إنها تتم في الفضاء الإلكتروني، أو «الجريمة المعلوماتية» لأنها تتعلق بالمعلومات، وغيرها من المسميات أيضًا «الجريمة التكنولوجية»، ولكن يظل مفهومها هو أي استخدام غير مشروع وغير آمن للتقنيات التكنولوجية الحديثة وخاصة شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وتهدف إلى الإضرار بالغير لتحقيق منفعة مادية أو معنوية؛ فالجريمة المعلوماتية تتمتع بخصائص دولية، وليس هناك اتفاق حتى هذه اللحظة في تعريف دقيق لمعناها.
واضاف الكاتب «محمد هادي» تتمتع الجريمة الإلكترونية بعدة خصائص، من بينها الاعتماد على استخدام الحاسب الألي والتقنيات التكنولوجية الحديثة، أي أنه ليست هناك مواجهة مباشرة بين الجاني والمجني عليه، وعن مسرح الجريمة فهو متعدد وليس بمسرح واحد مثل الجريمة التقليدية، أما عن الجاني فهو ليس بمجرم تقليدي له أوصاف وملامح معينة، حيث يقوم بارتكاب الجريمة الإلكترونية أشخاص ليست موضع شبهات، كما ساعدت التطبيقات والمواقع غير المشروعة المتاحة عبر شبكة الانترنت في تسهيل ارتكاب تلك الجرائم من قبل الأشخاص العاديين.
ومن بين أوجه الاختلاف بين الجريمة الإلكترونية وغيرها من الجرائم التقليدية، أن الأولى تتحقق ولو لم يتوافر القصد الجنائي، على عكس الجريمة التقليدية، حيث إنه بمجرد الولوج غير المشروع وغير الآمن على حسابات الغير يوقع الشخص تحت الحساب؛ على عكس الجريمة التقليدية والتي يكون شرطا في تحققها توافر القصد الجنائي؛ وأيضًا من بين الاختلافات استمرارية حدوث الجريمة، حيث إن الجريمة المعلوماتية مستمرة غير أي جريمة أخرى، حيث تظل قائمة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى مدى ولا تستطيع إيقافها.
واضاف «هادي» ويعتمد الجاني على قرصنة الحسابات الشخصية أو شراء المعلومات من العديد من «التطبيقات» والمواقع غير المشروعة، التي تبيع «داتا معلومات»؛ كما يعتمد أيضًا على فقر المجني عليهم للتوعية الإلكترونية المطلوب اتباعها في وضع التدابيرالاحترازية لمنع قرصنه الحسابات الشخصية أو الأجهزة المحمولة؛ فالجاني يلقي بشباكه على العديد من الضحايا من مستخدمي شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وفي غضون لحظات تقع الضحايا تباعًا، ويتبع الجاني في ارتكاب مثل تلك الجرائم الإلكترونية على العديد من الأساليب الاحتيالية، على سبيل المثال يرسل الجاني رسالة نصية إلى المجني عليه محتواها يغري الضحية في الاتصال الهاتفي والتواصل مع مرسل الرسالة، وقبل المكالمة يتخذ الجاني حيطته في سرقة معلومات شخصية عن المجني عليه والتلاعب معه في الاستيلاء على رقم الحساب البنكي للضحية واستغلاله في سرقة الأموال.