ففي تلك الليلة يقدّر الله سبحانه مقاديرَ الخلائِقِ على مدارِ العام، ويُكتَبُ فيها الأحياءُ والأمواتُ، والناجون والهالكون، والسعداءُ والأشقياءُ، والعزيزُ والذليلُ، وكلُّ ما أراده اللهُ سبحانه وتعالى في السَّنةِ المُقبلةِ، يُكتَبُ في ليلةِ القَدرِ هذه *أنها ليلةٌ مُبارَكة:
قال تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ [سورة: الدخان، آية: 3]
*العبادة فيها تفضُل العبادة في ألفِ شَهرٍ:
قال تعالى: ليلةُ القدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [سورة: القدر، آية: 3]
فالعبادةُ فيها أفضَلُ عند اللهِ مِن عبادة ألفِ شَهرٍ، ليس فيها ليلةُ القَدرِ.
وألفُ شَهرٍ تَعدِلُ: ثلاثًا وثمانينَ سَنَةً وأربعةَ أشهُرٍ.
ينزِلُ فيها جبريلُ والملائكةُ بالخَيرِ والبَرَكةِ:
قال تعالى: تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ [سورة: القدر، آية: 4]
فتنزِلُ الملائكةُ فيها إلى الأرضِ بالخَيرِ والبَرَكة والرَّحمةِ والمَغفرةِ.
•ليلةُ القَدرِ سَلامٌ:
قال تعالى: سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [سورة: القدر، آية: 5]
فهي ليلةٌ خاليةٌ مِنَ الشَّرِّ والأذى، وتكثُرُ فيها الطَّاعةُ وأعمالُ الخَيرِ والبِرِّ، وتكثُرُ فيها السَّلامةُ مِنَ العذابِ؛ فهي سلامٌ كُلُّها.
علامات ليلةُ القَدرِ:
أن تطلع الشمس لا شعاع لها، فقد ورد عن أبي بن كعب في ذكر علامة ليلة القدر كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه أن أَمَارَتَهَا «أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ في صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا» (رواه مسلم).
دعاء ليلةُ القَدرِ:
وورد عن السيدة عائشة رضيّ الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ أن وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: “قُولي: “اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي”.