لم يتعود المصري القديم على التنوع والتعدد في أزياء المعبودات المصرية وفي أغلب المناظر التي صُور فيها المعبودات نلاحظ أنهم يرتدون ملابس موحدة نسبيًا ونادرًا ما كان يتم تمييز واحد عن الآخر ففي العادة كانت تلبس المعبودات أردية مغلقة ملتصقة بالجسد ولها شرائط تحملها على الكتفين أما المعبودات الذكور فكانوا يرتدون نقبة تقليدية ذات ثنيات تُلحق أحيانًا بقميص ذي شرائط كتفية.
اختفت أجساد كلًا من أوزير وبتاح ومين وبعض المعبودات الأخرى بالكامل داخل لفافات مغلقة محكمة ولا يظهر عاريًا سوى المعبودات المرتبطة بالطفولة مثل حور باغرد أو نفرتوم بالإضافة إلى نوت ويمكننا أن نستثني المعبودات المصرية القديمة من أهواء الموضة وذلك لإكسابهم نوع من الوقار والثبات على التقاليد الخاصة.
ارتبطت المعبودات المصرية بالزي والملابس ثم نجد عدد من المعبودات ارتبطوا بالنسيج وصناعته كمعبودات حامية ومشرفة على هذه الصناعة وإنتاج النسيج فمن المعبودات التي ارتبطت بالنسيج وصناعته بالمعبودة تايت والمعبود حج حتب بالإضافة إلى العديد من المعبودات الأخرى مثل إيزيس ونبت حت وسرقت وسخمت ونيت.
كانت الربة تايت هي المسئولة عن كساء المتوفي وترجع أقدم النصوص التي تربط المعبودة نايت بأنواع معينة من الأقمشة إلى الدولة الوسطى وكثير من ألقاب الأفراد منذ عصر الدولة القديمة والتي تشير لدورها في الإشراف على ورش صناعة النسيج كما عُرف المعبود حج حتب كمعبود للمنسوجات والأقمشة في مصر القديمة وذلك منذ عصر الدولة الوسطى وارتبط ببعض أنواع من الأقمشة مثل الكتان الأزرق والكتان الأحمر والأخضر والأبيض.
المرجع:
الديانة المصرية القديمة الجزء الأول (المعبودات)- عبد الحليم نور الدين