العصور الإسلامية المتعاقبة في مصر سجلت تاريخها على تاج الجوامع أو الجامع العتيق فمنذ نشأته تناولته أعمال الإصلاح والتجديد والترميم وكان للرحالة والمؤرخين المسلمين كبير الأثر في معرفة حالة جامع عمرو بن العاص في عصوره المتعاقبة عن طريق وصفهم للجامع وحالته من الزينة والزخرفة.
أهم العمارات التي حدثت لجامع عمرو بن العاص في العصر العثماني هي عمارة الأمير مراد بك في سنة 1212ه/ 1797م حيث قام بهدم الجامع وأعاد بناءه بسبب ميل أعمدته وسقوط بعض أروقته وبُنيت عقود بوائكه في وضع غير وضعها الطبيعي وذلك بتغيير اتجاه عقود بوائكه فجعلها عمودية على جدار القبلة مما أدى إلى انسداد الشبابيك نتيجة أرجل العقود التي تقطع هذه الشابيك.
وفي هذه العمارة من المحتمل أنه تم بناء المئذنتان الباقيتان حتى الآن بالجامع إحداهما فوق المدخل الأيمن في الواجهة والأخرى فوق الزاوية القديمة عند الطرف الأيمن من جدار القبلة وكلتاهما ذات طراز تركي عثماني إلا أنهما قصيرتان نسبيًا وانتهت هذه العمارة في آخر جمعة من شهر رمضان حيث احتُفل بافتتاحه وأثبت تاريخ هذه العمارة على 4 لوحات تأسيسية من الرخام فوق الأبواب الغربية والمحرابين الكبير والصغير وأصبحت إقامة صلاة آخر جمعة في شهر رمضان بجامع عمرو بن العاص عادة وربما كان ذلك لإحياء ذكرى القائد العظيم عمرو بن العاص والذي توفيّ آخر أسبوع من رمضان.
مر جامع عمرو بن العاص بالعديد من أعمال الإصلاح والترميم في العصر الحديث وكان لمصلحة الآثار الفضل في المحافظة عليه ووصوله بهذه الصورة الحالية حيث أنه لم يُستخدم للعبادة فقط بل أدى وظيفته الدينية والاجتماعية والتعليمية أيضًا.
تفقد صباح أمس الدكتور مصطفى مدبولي أعمال الترميم في جامع عمرو بن العاص والتي تشمل الساحة وملحقاتها ومدخل الساحة من ناحية المسجد والبوابات والمسطحات الخضراء والنافورة الرئيسية والسلم الرئيسي وسوق الفسطاط وأحواض الزراعة والنخيل والتراسات والنصب التذكاري.
الأعمال المتبقية في ساحة جامع عمرو بن العاص هي استكمال مجموعات النخيل التي يتم زراعتها ووحدات الإضاءة وأنظمة الصوت في الساحة الخارجية للمسجد وأعمال التطوير تشمل منطقة الأسواق ويُعد المدخل الخاص بها من ساحة جامع عمرو بن العاص وهي إحدى المناطق والمعالم الرئيسية والهدف منها هو إحياء فكرة الأسواق الحرفية التي كانت موجودة في الفسطاط قديمًا مثل سوق الزجاج والفخار والجلود وغيرها.
كما أشار رئيس الوزراء أنه حاليًا يتم التأكد من كفاءة الإضاءة بالمسجد والإذاعات الداخلية تمهيدًا لفرش المسجد وذلك استعدادًا لشهر رمضان الكريم.
المرجع:
الدليل الموجز لأهم الآثار الإسلامية والقبطية في القاهرة- أبو الحمد محمود فرغلي