كان المصري القديم يعتقد أنه بعد وفاته، يقوم برحلة مليئة بالصعوبات والأخطار حتى يصل إلى هدفه وهو البعث من جديد.
ومن هذه الصعوبات أنه كان يتعرض إلى محاكمة يكون القاضي فيها أوزير، وقبل أن يصل إلى المحكمة كان يجتاز بوابات، كل بوابة يقف أمامها يُلقى عندها تعاويذ، ويجيب عن بعض الأسئلة التي تُوجه إليه من قبل أرباب العالم السفلي عند لقائهم، وكانت تلك التعاويذ والأدعية تُكتب على بعض البرديات ويُزود بها المتوفى لتعيينه وترشده خلال رحلته للعالم الآخر.
ومن أهم المراحل التي يجب على المتوفى اجتيازها هي أن يقف أمام قاعة المحكمة؛ حيث يقف المتوفى أمام بعض الأرباب، ومنهم المعبود «أنوبيس» رب الجبانة والتحنيط الذي كان يُصور على هيئة حيوان ابـن آوى، أو بهيئة آدمية وبرأس ابن آوى، والمعبود «تحوت» رب الحكمة والعدالة، والذي كان يُصور على هيئة القردة وكان دوره يتمثل في تقديم المتوفى للمعبود «أوزير» رب الموتى وحاكم العالم السفلي.
وخلال هذه المحاكمة كان قلب المتوفى الذي اعُتبر بمثابة مركز الإدارة والأحاسيس والانفعال يُوضع على كفة الميزان لكي يُوزن في مقابل ريشة ماعت التي كانت تُوضع في الكفة الأخرى للميزان، وكانت الربة «ماعت» هي ربة الحق والعدالة في مصر القديمة، وكان على المتوفى أن يذكر أنه لم يقم بأي عمل فيه ضرر.
المرجع: 100 حقيقة مثيرة عن حياة الفراعنة ـ زاهي حواس