السعادة كمفهوم.
هي شعور نسبي يختلف من إنسان لآخر، في من يجد السعادة مع الله والأهل، ومن يجد سعادته في النجاح والتقدم ومن يجدها في جمع الأموال، والمفهوم الأشمل للسعادة تتمثل في راحة البال والرضا، هي شيء لا يمكن رؤيته ولكن الإحساس به.
السعادة مع الله.
السعادة الحقيقية توجد في طاعة الله وراحة البال والرضا، فحين استشعارك بوجود الله حولك وبجانبك تجد السعادة وتنعم بها، فمن تقرب لربه وضَع نورًا يملأ قلبه، فعن أنس عن النبي ﷺ فيما يرويه عن ربه قال: إذا تقرب العبد إليَّ شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإذا تقرب إليَّ ذراعًا تقربت منه باعًا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة، والبُعد عن طريق اللّه تعالى لا يجد السعادة أبدًا، قال الله – عز في علاه-: «فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى*وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا»، وكأنّ الضلال والإعراض عن ذكره -سبحانه- قد قُرن بالشقاء والضنك والكدّ في الحياة.
أسباب السعادة والتقرب للّه.
أن تؤمن باللّه وتعمل صالحًا وتصبر على ما أصابك وتحتسب كل أمور حياتك على الله وتنتظر الأجر منه لا من البشر، والإحسان لخلق الله وتقديم المعروف لهم، وتُخرِج صدقة في الخفاء حتى لا تعلم شمالك ما تنفق يمينك، وأن تفرج كربة عن مسلم، وأن تشغل حياتك بالأعمال النافعة، وأن تترك غدًا على رب العالمين ولا تخف، الإكثار من ذكر الله، فإن ذلك من أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينة القلب، وزوال همه وغمه، قال تعالى: “أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” [سورة الرعد: 28]، وادعوا دائمًا اللهم أسعدنا بطاعتك، وارزقنا القناعة برزقك وعطائك، وأدم علينا نعمك الظاهرة والباطنة، واجعلها عونًا لنا على طاعتك.