
تولى الملك تحتمس الثالث الحكم منفردًا بعد وفاة حتشبسوت أو ربما بعد إبعادها عن العرش والقضاء عليها وحطم أتباع تحتمس الثالث تماثيل الملكة حتشبسوت وكشطوا أسماءها وشوهوا صورها واعتبر تحتمس الثالث أن بداية حكمه منذ توليه العرش بعد وفاة أبيه الملك تحتمس الثاني.
بدأ تحتمس الثالث يهتم بالسياسة الخارجية بالبلاد وذلك بعد أن أهملتها حتشبسوت أكثر من 20 عام وخاصةً أن الأوضاع السياسية بدأت تتغير في آسيا الصغرى واستطاع أمراء دولة الميتانيين من التحالف مع أمراء فلسطين وسوريا تحت زعامة أمير مدينة قادش وعندما علم تحتمس الثالث بهذا اضطر للقيام بحملته الأولى لتوطيد ملكه في آسيا الصغرى وذلك بعد أن لاحظ أن النفوذ المصري بدأ يتدهور في سوريا وأن الأمراء هناك بدأ كل منهم يستقل بولاية فقام على رأس جيشه من القنطرة وقطع مسافة 150 ميلًا في 10 أيام وصل بعدها إلى غزة حيث احتفل هناك ببداية السنة الـ 23 من حكمه ثم قطع 80 ميلًا أخرى في 11 يومًا بين غزة وإحدى المدن عند سفح جبال الكرمل وعقد هناك تحتمس الثالث مجلس الحرب مع ضباطه وذلك بعد أن علم أن أمير قادش جاء إلى مدينة مجدو في فلسطين وجمع حوله 330 أمير بجيوشهم وعسكروا في المدينة المحصنة وذلك ليوقفوا تقدم تحتمس الثالث نحو مجدو واستقر رأي تحتمس الثالث على أن يسلك الجيش أقصر الطرق وأخطرها وأبعدها عن تفكير العدو وكان يوجد 3 طرق للوصول إلى مجدو طريقان منهم يدوران حول سفح جبال الكرمل والثالث ممر ضيق ولكنه يوصل مباشرةً إلى مجدو.
وفي فجر اليوم التالي قام تحتمس الثالث على رأس قواته بالهجوم على شكل نصف دائرة منفذًا حرب المفاجأة على مجدو فتفرق الآسيويون المدافعون عن مدينة مجدو وفروا هاربين وتركوا وراءهم عرباتهم الكبيرة ومعسكرهم المليء بالغنائم ليدخلوا المدينة المحصنة لينجوا بأرواحهم ولكن زملائهم من الآسيويين أغلقوا أبواب المدينة على أنفسهم.
اختلف الملك تحتمس الثالث عن الملكة حتشبسوت في إدارة شئون البلاد حيث كانت حتشبسوت مهتمة بالشئون الداخلية في البلاد وتفتخر بما تبذله من إصلاحات للأمور الداخلية للبلاد أما تحتمس الثالث فكان قائدًا ومحاربًا يهتم بحملاته الحربية وانتصاراته وتسجيلها على جدران صالة الحوليات بمعابد الكرنك وكان تحتمس الثالث هو أول من اصطحب معه في حملاته الحربية كتبة وعلماء لتسجيل كل ما يدور في الحروب على ورق البردي.
قام الملك تحتمس الثالث بعدد من الحملات العسكرية والتي وصل عددها إلى 16 حملة وأشهر هذه الحملات حملته على مدينة مجدو في العام الـ 22 من بداية حكمه ويوضح لنا نقش لوحة جبل برقل أن الجيش المصري وصل في العام الـ 46 من حكمه إلى جبل برقل عند الجندل الرابع عند مدينة نباتا والتي كانت تمثل الحدود الجنوبية في عهده حيث أقام هناك بعض المعابد والقلاع.
من أشهر الموظفين في عهده وزيره المعروف باسم “رخمي رع” والذي ترك في مقبرته بجبانة شيخ عبد القرنة سجل حافل بكل ما كان يقوم به ويشرف عليه من أعمال وترك نص يذكر الوصايا التي أعلنها الملك تحتمس الثالث عند تنصيبه وزيرًا له.
ترك تحتمس الثالث العديد من الآثار التي تخلد اسمه وشيد في الكرنك مجموعة من المباني منها صالة الحوليات والصرحين السادس والسابع والمباني التي أقامها حول مسلة حتشبسوت لإخفائها والصالة المعروفة باسم “آخ منو” أو صالة الاحتفالات بالإضافة إلى أنه أقام زوجين من المسلات وتم نقلهم جميعًا من أماكنهم وأصبحوا سفراء في لندن ونيويورك وروما وأسطنبول وذلك بجانب العديد من المعابد الصغيرة المشيدة في أماكن مختلفة من أنحاء مصر منها معبده في أبيدوس وقفط وأرمنت والكاب والفنتين وسمنة وجبل برقل.
أمر تحتمس الثالث بحفر مقبرته في وادي الملوك بالبر الغربي في طيبة وزُينت جدران حجرة الدفن بنصوص ومناظر من كتاب ما موجود في العالم الآخر وكُتبت هذه النصوص بالخط المختصر وهو الخط الوسط بين الهيروغليفي والهيراطيقي وذلك لتبدو حجرة الدفن كبردية ضخمة مفتوحة مليئة بنصوص من كتاب الموتى.
المرجع: موسوعة الحضارة المصرية القديمة- سمير أديب
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
التاريخ18 يوليو، 2023المعبود آتون
حوادث14 يونيو، 2023إصابة 13 شخص بسبب حادث تصادم بالرياض
أخبار مصر والعالم14 يونيو، 2023القضاء على قوائم الانتظار لمرضى الغسيل الكلوي
أخبار مصر والعالم14 يونيو، 2023تنظيم معرض لتوزيع الملابس بالمجان بمركز دسوق