
الأسطورة المصرية نجاة البشر اختلفت كثيرًا عن أسطورة بلاد الرافدين ونُقشت في مقبرتين من مقابر الدولة الحديثة إحداهما مقبرة سيتي الأول في وادي الملوك في طيبة وأقدم نسخة معروفة لها هي النسخة التي وردت على أحد نواويس الملك توت عنخ آمون من ملوك الأسرة الثامنة عشر.
بداية تلك الأسطورة عندما كان رع الإله الذي خلق نفسه ملكًا على الناس والآلهة على السواء دبر البشر شرًا لقد أصبح جلالته كبير السن وتحولت عظامه إلى فضة ولحمه إلى ذهب وشعره إلى لازورد وعرف جلالته بما كان يدبره البشر ضده فقال جلالته لمن كان يمشي وراءه: “أرجو أن تدعو إلى عيني (الإلهة حتحور) وتدعو إلى شو وتفنوت وجب ونوت ومعهم الآباء والأمهات الذين كانوا معك عندما كنت في نون وكذلك إلهي نون ذاته ودعوه يحضر معه حاشيته وأحضرهم سرًا حتى لا يراهم البشر فترتعد قلوبهم وأحضرهم إليَّ في القصر الكبير ليقدموا لي نصائحهم”.
وهكذا جيء بهؤلاء الآلهة واقترب هؤلاء الآلهة منه ولمسوا الأرض بجباههم أمام جلالته حتى يقول ما يريد قوله أمام أب الآلهة العظام ذلك الذي خلق البشر المتوج ملكًا على الناس وقال الآلهة لجلالته: “تكلم إلينا حتى تسمع ما تريده” وقال رع مخاطبًا نون: “يا أيها الإله الأكبر الذي جئت منه إلى الوجود ويا أيها الآلهة الكبار انظروا أولئك البشر الذين خُلقوا من عيني إنهم يدبرون شيئًا ضدي قولوا ما الذي ترونه في ذلك”.
وقال نون: “يا ابني رع أيها الإله الذي أصبح أقوى ممن خلقه وأكبر ممن كونه لا تفعل شيئًا أكثر من أن تجلس على عرشك فإنك عظيم الرهبة ويكفي أن توجه عينك على أولئك الذين يجدفون في حقك”.
وقال جلالة رع: “انظر لقد هربوا إلى الصحراء فلقد ارتعدت قلوبهم مما قالوه وقالوا الآلهة لجلالته: “ارسل عليهم عينك لتقتلهم لك دعها تنزل إليهم في هيئة حتحور” وذهبت هذه الآلهة وقتلت البشر في الصحراء وقال جلالة الإله: “مرحى يا حتحور لقد فعلتِ ما أرسلتك لتفعليه” وقالت هذه الآلهة: “وحق حياتك أنني انتصرت على الناس وهذا شيء يحبه قلبي” وقال رع: “سأنتصر عليهم في هليوبوليس وأبيدهم”.
وقال رع: “تعالوا احضروا لي عدائين سريعين يجرون كما يجري ظل الجسم فاحضروا إليه وقال لهم جلالة الإله اسرعوا إلى الفنتين وأحضروا لي كثيرًا من المغرة الحمراء فاحضروا إليه المغرة الحمراء فأعطاها جلالة الإله العظيم إلى ذلك الذي تتدلى خصلة الشعر على جانب رأسه الذي يعيش في هليوبوليس وعجنت الخادمات الشعير لأجل الجعة وأضافوا المغرة إلى العجين فأصبح لونها شبيهًا بدم الإنسان وجهزوا منه سبعة آلاف إناء من الجعة.
جاء جلالة الإله رع ملك الوجه القبلي والوجه البحري مع أولئك الآلهة ليروا الجعة وأشرق صباح اليوم الذي اعتزمت فيه الآلهة قتل البشر عند استيقاظهم وقال جلالة الإله ما أحسن الجعة التي سأنقذ بها البشر وقال رع احملوا الأواني إلى المكان الذي قالت أنها ستهلك البشر فيه.
قام ملك الوجه البحري وملك الوجه القبلي في جوف الليل وأمر بسكب الشراب فامتلأت الحقول به إلى ارتفاع أربع أصابع وذلك بقوة جلالة الإله وجاءت الآلهة في الصباح ورأت ما غمر الحقول ونظرت إلى وجهها الجميل فيه وشربته ولذ لها طعمه فسكرت ونسيت أمر البشر.
المرجع: موسوعة الحضارة المصرية القديمة- سمير أديب
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
التاريخ18 يوليو، 2023المعبود آتون
حوادث14 يونيو، 2023إصابة 13 شخص بسبب حادث تصادم بالرياض
أخبار مصر والعالم14 يونيو، 2023القضاء على قوائم الانتظار لمرضى الغسيل الكلوي
أخبار مصر والعالم14 يونيو، 2023تنظيم معرض لتوزيع الملابس بالمجان بمركز دسوق