
حاول الإنسان منذ القدم أن يتحدّى الطبيعة، فاجتاز البحار عن طريق السباحة، واكتشف الجبال وما وراءها عن طريق تسلُّقها، وتعتبر هذه الرّياضة من أخطر الرّياضات وأكثرها احتياجًا للسلامة، حيث يجب على المُتسلّق أن يتمتّع بالقوة، والقدرة على التَّحمل، بالإضافة إلى السيطرة العقليّة، وخفّة الحركة والتوازن، إلّا أنَّها بلا شك تعتبر هوايةً مشوّقةً يُفضّلها العديدُ من المغامرين الذين يحبون الاكتشاف، وتحدي الصعاب.
يعود تاريخ ظهور تسلق الجبال إلى منتصف القرن الثامن عشر، وبالتحديد في عام 1760م. في ذلك الوقت، قام العالم السويسري الشاب هوراس دي سوسور بزيارة مدينة شاموني الفرنسية وأبدى إعجابه بقمة مونت بلانك التي تعتبر أعلى قمة في القارة الأوروبية بارتفاع 4807 مترًا فوق مستوى سطح البحر.
وقرر «هوراس» تقديم جائزة نقدية لأول شخص قادر على تسلق هذه القمة الجبلية، وهذا التحدي الذي قدمه هوراس استمر لأكثر من خمسة وعشرين عامًا. حتى عام 1786م.
فاز كل من الطبيب الفرنسي ميشيل غابرييل باكارد ومساعده جاك بالمات بالجائزة بعد أن تمكنوا من الوصول إلى قمة الجبل؛ الذي ركب هوراس نفسه في العام التالي. كانت ماري بارادي الفرنسية أول امرأة تتسلق هذه القمة، وكان ذلك في عام 1808 م.
وتعزز تطور الرياضة في عام 1865م عندما وصلت مجموعة من متسلقي الجبال البريطانيين إلى قمة Swiss Matterhorn على ارتفاع 4478 مترًا، وبعد ذلك، بدأت ممارسة تسلق الجبال تتحول إلى العديد من قمم الجبال العالية عبر مناطق مختلفة من العالم.
وبدأت ممارسة تسلق الجبال، بوصفها رياضة ترويجية في أوروبا، حوالي القرن التاسع عشر الميلادي. وقد أسّست مجموعة من متسلقي الجبال نادي الألب في لندن عام 1875م. وكان الهدف منه تشجيع ممارسة رياضة التسلق بطريقة منتظمة.
في أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بدأ متسلقو الجبال يحاولون تسلّق قمم الجبال التي لم يتم تسلقها من قبل في بعض القارات الأخرى، كجبال الأنديز وجبال الروكي وأخيرًا جبال الهملايا. وقد حدثت أشهر عملية تسلق في التاريخ عام 1953م. ففي ذلك العام نجح النيوزيلندي إدموند هيلاري، والنيبالي كنريج تورجاي في الوصول إلى قمة جبل إيفرست، أعلى قمم الجبال في العالم.
ولا بُدَّ للمتسلّقين من ارتداء أحذيةٍ خاصّةٍ بالتسلّق، على أن يكون نعلها مصنوعاً من المطاط المفرّز إلى نتوءاتٍ بارزةٍ لغرض تثبيت الأقدام على الصُّخور والثُّلوج، كما أنَّهم يرتدون ملابس خاصّة، ونظَّارات تقيهم من الثلوج والغبار، ويتوجَّبُ على كل فريقٍ أن يحمل حبلاً طوله 40 ميلاً، كما عليهم حمل أسطوانات الأكسجين، والبوصلة، ومطرقة خاصّة لتكسير الجليد.
لا بُدَّ أن تتلاءم سترة المًتسلّق وملابسه مع طبيعة الجو، حيث الحرارة الشديدة، أو البرد القارس، ولا بُدَّ أن يتمتَّع باللياقة البدنية الكافية لحمل كل الأدوات التي تمَّ ذكرها بالإضافة إلى صندوق الإسعاف الأوّلي، وبندقيّة صغيرة لمواجهة الثعابين وبعض الدببة، وما يلزمه من طعام.
عن الكاتب

موضوعات الكاتب
الكوره المصريه1 يوليو، 2022معلومات لا تعرفها عن مدرب الأهلي الجديد
الكوره المصريه1 يوليو، 2022البداية الساخنة لسواريز مع الأهلي
الكوره المصريه28 يونيو، 2022الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني
الكوره المصريه27 يونيو، 2022مدرب الأهلي الجديد