
تعاني الحيوانات في مجتمعاتنا من العديد من الانتهاكات والقسوة في التعامل ويرجع ذلك إلى أن العديد من البشر لا يعتقدون أن للحيوانات حقوق في الأساس!!
ولأنها كائنات خرساء لا تستطيع التعبير عن احتياجاتها أو معاناتها يعتبرها بعض البشر وكأنها لا تشعر ولا تفهم.
و لكن الله تعالى وهو الأعلم بخلقه جميعًا يقول في آياته ﴿وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ﴾ فجميع خلق الله من الدواب والطيور أمم أمثالنا لها حقوق وعليها واجبات وتستطيع الشعور بالمعاناة وبالألم والفرح، والخوف، والوحدة والإحباط والأمومة بنفس الدرجة التي يشعر بها البشر بل إضافة إلى ذلك هم يحاسبون يوم القيامة ويقتص بعضهم من بعض حيث ورد في بعض الآثار أن الله – سبحانه وتعالى- يحيي الحيوانات يوم القيامة ويقتص لمن ظلمُ منها.
وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحث الناس على الرحمة بالحيوان والاهتمام بصحته وحالته النفسية ليثبت لهم أنهم يشعرون ويتألمون كالبشر تمامًا فكان عليه الصلاة والسلام يشعر بالحيوانات ويحزن عليها إذا ما ظُلِمت من أصحابها،
ومن الأمثلة على ذلك:.
روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: (كنا مع رسولِ اللهِ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- في سفرٍ، فانطلقَ لحاجتِه فرأينا حُمرةً معها فرخانِ فَأخذنا فَرْخَيْهَا، فجاءتِ الحمرةُ فجعلتْ تفْرِشُ، فجاء النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ فقال: منْ فجع هذه بِولدِهَا رُدُّوا وَلَدَهَا إليها).
وروى عبد الله بن جعفر -رضي الله عنهما-، أن النبي عليه الصلاة والسلام دخلَ حائطًا لرَجُلٍ مِن الأنصارِ فإذا جَملٌ، فلَمَّا رأى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ حنَّ وذرِفَت عيناهُ، فأتاهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فمَسحَ ذِفراهُ فسَكَتَ، فقالَ: مَن ربُّ هذا الجَمَلِ، لمن هذا الجمَلُ؟ فَجاءَ فتًى منَ الأنصارِ فَقالَ: لي يا رسولَ اللَّهِ فَقالَ: أفلا تتَّقي اللَّهَ في هذِهِ البَهيمةِ الَّتي ملَّكَكَ اللَّهُ إيَّاها؟ فإنَّهُ شَكا إليَّ أنَّكَ تُجيعُهُ وتُدئبُهُ.
وتتمثل حقوق الحيوان في تمكينه من الحصول على الطعام الشراب وعدم منعه منهم وحسن معاملتهم ومراعاة أمنهم وسلامتهم ومراعاة صحتهم وعلاجهم من الأمراض التي قد تصيبهم مع عدم حبسهم وإبعادهم عن بيئاتهم الأصلية ومنع الممارسات الاستغلالية لهم، وحمايتهم من العنف والأذى كالضرب أو السحق أو الحرق أو الغرق أو الخنق.
وتمتد رعاية حقوق الحيوان لتبلغ بالإنسان أعلى مراتب الرحمة والمغفرة وتطهر قلبه من القسوة فالرَّاحمونَ يرحمُهُمُ الرَّحمنُ تبارك وتعالى.
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
مقالات16 أغسطس، 2023فيلسوف العرب عبد الوهاب المسيري
أخبار مصر والعالم5 أغسطس، 2023حريق هائل يلتهم مبنى وزارة الاوقاف الأثري بالقاهرة
مقالات5 أغسطس، 2023كوارث صحية ومجاعة تهدد السودان
مقالات20 يوليو، 2023سر السعادة