
حضارة البداري هي حضارة مصرية قامت من سنة 5000 قبل الميلاد حتى سنة 4000 قبل الميلاد وتقع البداري على الضفة الشرقية للنيل فيما بين أبو تيج وطما بمحافظة أسيوط وتُعتبر حضارة البداري من أقدم الحضارات في التاريخ وهذا ما يميزها عن غيرها وهذا ما تشير إليه آثار قرية الهمامية (محافظة أسيوط حاليًا) وتُعتبر حضارة البداري أول دليل على نمو الزراعة في مصر وشمال إفريقيا حوالي 5000 قبل الميلاد وقد تم اكتشاف أكثر من 40 موقع و600 مدفن يدلون على تقدم التقسيم الاجتماعي بين الطبقات.
تنتشر حضارة البداري في العديد من المواقع مثل:
المطمر والعتمانية والهمارمية والمستجدة وأرمنت ونخن ووادي الحمامات وتوضح الأدلة الأثرية أن البداريين قد عاشوا في قرى منظمة وعملوا بالزراعة واستئناس الحيوان وذلك بجانب الصيد وتمتاز حضارتهم باستخدام الفأس النحاسية والسهام والقوس وعصا الرماية ودبابيس القتال ذات الرؤوس التي كانت على هيئة القرص.
لا يوجد دليل مؤكد على بناء منازل في مواقع البداري السكانية ويعتقد أن السكان كانوا يعيشون في خيام من الجلد أو أكواخ من الحصير المثبت على أوتاد وكانت الجبانات واقعة في الصحراء خلف المواقع السكنية.
كانت مقابر حضارة البداري شخصية ووُجد مكان اقتصر فيه الدفن على الرجال والأطفال دون النساء وفي بعض الجبانات دُفن الرجال في الجهة الغربية بينما النساء دُفنت في الناحية الشرقية بينما لم تنفصل مقابر الرجال عن النساء في مقابر أخرى وتوجد مقابر إلى الشرق قليلًا من المنطقة السكنية.
تم دفن الموتى على الجانب الأيسر في هيئة القرفصاء في مقابر مستطيلة أو مستديرة وكانت تُسقف بالحصير والعصى وكانوا يضعون الموتى فوق لوحة بسيطة ووُضع تحت رءوسهم وسائد وكانت وجوههم ناحية الغرب وكانوا يقوموا بوضع الطعام داخل المقبرة حيث عُثر على بقايا خبز في بعض المقابر وبعض الأدوات مثل اللوحات الحجرية المستطيلة والملاعق المصنوعة من العاج والأواني الحجرية وكلها أدوات ترتبط بسحق واستخدام أصباغ الوجه الخضراء والزينة ووُضع أيضًا الأمشاط المزخرفة المصنوعة من العاج ورحى صغيرة من الصلصال ويشير ذلك إلى إيمانهم باستمرار الحياة في العالم الآخر.
كان أصحاب حضارة البداري يؤمنون بالبعث وهذا أهم ما يميز حضارة البداري وكان البداريون يدفنون موتاهم في الصحراء ورأس الميت في اتجاه الجنوب وينظر إلى الغرب ويلفون موتاهم بالحصير ويدفنونهم مع حيواناتهم المحببة أو بعض التماثيل لحيوانات أو لنساء أو لطيور.
اعتمد الاقتصاد في حضارة البداري على الصيد والزراعة وتربية الحيوان حيث وُجدت أدوات مختلفة في المقابر مثل الأسهم والأدوات الزراعية والمحاصيل الزراعية مثل القمح والعدس والتصدير والاستيراد.
يتميز فخار البداري باتقانه وجمال زخارفه وصلابة مادته ورقة جدران أوانيه رغم أنه مصنوع باليد وهو من اللون البني والأحمر وبه تموجات وكانت أكثر الأواني شيوعًا هي الأواني المفلطحة وكانت الأواني ذات المقابض نادرة الوجود.
تعددت أدوات زينة أصحاب حضارة البداري التي تزين بها الرجال والنساء على السواء فتزينوا بالأساور والعقود والقلائد والخواتم التي صنعوها من الأصداف والخرز والعاج والعظم ولقد كُشف عن بعض الملاعق المصنوعة من العاج فقد زُينت بأشكال حيوانية وحلزونية.
تم العثور على عدد من المخارز والمشابك المصنوعة من النحاس في موقع حضارة البداري ويوجد خام النحاس في شرق وادي النيل وتم الكشف عن 7 تماثيل نسائية صغيرة الحجم في مقابر حضارة البداري حيث صُنع 4 منها من الطين و2 من الفخار والأخير مصنوع من العاج وتم ترصيع العينين بمادة أخرى يدل على براعة إنسان حضارة البداري في صناعة العيون المرصعة في تماثيل الدولة القديمة.
في عصرنا الحديث تتميز حضارة البداري بزراعة الفواكه وخاصةً الرمان الذي يحظى بشهرة عالمية فيه حيث تصدره إلى مختلف الدول العربية والأجنبية ولا يزال البحث عن الآثار في البداري يحتاج لعملية مسح وتنقيب في هذه المدينة العريقة ولكن العائلات في البداري تعيش في مشاكل الثأر بصورة مستمرة.
المرجع:
لمحات من التاريخ المصري القديم- عبد المنعم أبو بكر
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
التاريخ18 يوليو، 2023المعبود آتون
حوادث14 يونيو، 2023إصابة 13 شخص بسبب حادث تصادم بالرياض
أخبار مصر والعالم14 يونيو، 2023القضاء على قوائم الانتظار لمرضى الغسيل الكلوي
أخبار مصر والعالم14 يونيو، 2023تنظيم معرض لتوزيع الملابس بالمجان بمركز دسوق