
تُعرف هذه الحضارة بحضارة العمري وتقع قرية حلوان العمري عند قاعدة بروز صخري في حافة الهضبة يُسمى رأس الحوف على بُعد 3 كيلو متر شمال ضاحية حلوان وعند نهاية سكة حديد المحاجر يقع إلى الشرق من النيل بحوالي 7.5 كيلو متر ويرتفع مستواها عن مستوى السيول وتُؤرخ هذه الحضارة بحوالي 5000 قبل الميلاد ويضعها “حزين” ضمن حضارات العصر الحجري الحديث المبكر وهذه الحضارة اتخذت هذا الاسم نسبةً إلى مكتشفها أو على الأقل من دل عليها وهو أمين العمري وكان ذلك في عام 1923م.
يتكون موقع حضارة حلوان العمري من جبانتين وقرية وكانت مساكن القرية ذات نوعين:
النوع الأول:
منازل تعتمد على أعمدة خشبية في شكل بيضاوي ومبنية على سطح الأرض.
النوع الثاني:
فله أساس محفور في الأرض اتخذت مبانيه الشكل الدائري ولم يتبقَ من النوع الأول غير آثار البناء المحفور في الأرض وكانت أعماقها على مستويات مختلفة وكُسيت جدران المنازل بالحصير الذي كان يتم تثبيته بطبقة من الصلصال وكانت المنازل مبنية على فروع الأشجار والحصير والطين وتُركت في سقف المنزل فتحة صغيرة لخروج الدخان وقد عُثر على بعض الحفر التي استُخدمت كمواقد وُجدت بالقرب من المنزل أو بجواره وعُثر على كثير من البقايا الفخارية والرحى والإبر العظمية والقلائد وغيرها كما وُجدت بعض المقابر وكانت المقبرة على هيئة حفرة دُفن فيها الميت كالقرفصاء.
تم العثور في موقع حضارة حلوان العمري على العديد من المصنوعات الحجرية وأشهرها المعول الذي صُنع من الحجر الجيري الصواني واستُخدم المعول في حفر أساسيات المنازل وبالإضافة إلى المعول فقد تم صنع العديد من الأدوات الحجرية الأخرى مثل المناجل ورؤوس السهام والبلط والرحى والمناشير التي صُنعت من الصوان.
أما الصناعات الفخارية فكانت من اللون الأحمر أو اللون الأسود واستطاع “ديبونو” أن يميز من فخارهم حوالي 17 نوعًا ويشبه فخار حضارة حلوان العمري إلى حد كبير فخار حضارة مرمدة بني سلامة ولونه أسود خالي من الزينة ومصنوع باليد ومحروق بدون عناية وتمكن أهل حضارة حلوان العمري من صناعة المخارز والمثاقب من العظام وشصوصًا من قرون الحيوانات كما عرفوا النسيج واستخدموا الجلد وبالرغم من وجود تشابه في حضارة حلوان العمري مع حضارة مرمدة بني سلامة إلا أنها تبين تطورًا ملحوظًا على نطاق أوسع نسبيًا.
صنع الإنسان في حضارة حلوان العمري العديد من أدوات الزينة فصنع العقود والقلائد من محار اللؤلؤ المجلوبة من ساحل البحر الأحمر بعد ثقبها أو نحتها وكذلك من قشور بيض النعام ومن فقارات السمك ومن الأصداف ومن أحجار مختلفة.
تم العثور ضمن مخلفات حضارة حلوان العمري على بقايا عظام لحيوانات مختلفة ربوا بعضها مثل الماعز وقنصوا البعض الآخر مثل الخنزير البري والظباء والنعام كما عرفوا صيد الأسماك بالإضافة إلى التمساح وفرس النهر وكانت الزراعة لديهم أقل أهمية حيث زرعوا القمح والشعير وكان لحضارة العمري صلات تجارية مع حضارة الفيوم “أ” وحضارة مرمدة بني سلامة.
كانت مقابر مجتمع حلوان العمري توجد في القرية نفسها أو على مقربة منها أو بعيدًا عنها وقد تم دفن الموتى على الجانب الأيسر والوجه نحو الغرب والرأس نحو الجنوب وغُطيّ الجسد بالحصير أو القماش أو الجلد وقد نُظمت بعض المقابر في صفوف منتظمة كما غُطيّ بعضها بواسطة كوم من الحجر.
توضح أيضًا بعض الأدلة الأثرية التي كُشف عنها في مقابر حلوان العمري عن وجود نوع من التنظيم السياسي في هذا المجتمع المبكر حيث عُثر على جثة متوفي وبجوار يده صولجان يُرمز للرئاسة يبلغ طوله 35 سم ويعبر ذلك عن حقيقة وجود رئيس وبالتالي مرؤسين أو حاكم ومحكومين ومما قد يؤيد هذا الاتجاه وجود مقابر كبيرة الحجم وأخرى صغيرة.
المرجع:
حضارة مصر القديمة وآثارها- عبد العزيز صالح
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
التاريخ18 يوليو، 2023المعبود آتون
حوادث14 يونيو، 2023إصابة 13 شخص بسبب حادث تصادم بالرياض
أخبار مصر والعالم14 يونيو، 2023القضاء على قوائم الانتظار لمرضى الغسيل الكلوي
أخبار مصر والعالم14 يونيو، 2023تنظيم معرض لتوزيع الملابس بالمجان بمركز دسوق