![](https://elgomhornow.com/wp-content/uploads/2024/05/IMG-20240507-WA0018-1024x1024.jpg)
بدأ تاريخ معاداة السامية بطريقة مغايرة غير التي يتصورها الجميع الآن وذلك لاختلاف المحددات والمرجعيات السياسية المصيغة لأنظمة الحكم والسياسة الدولية عن أوقاتنا الحالية .
شهد القرنان التاسع عشر والعشرين تغيرًا جذريًا مثل النظرة للعبودية ومعاداة السامية التي تحولت كليًا لتكون تطبيقًا مختلفًا يتوافق مع المصالح والأهواء الأوربية ونمت نزعات الحقوق والحريات منذ القرن العشرين إما ممر أو خدعة مقنعة ومزخرفة بحسب ما يذكر الدكتور محمد السيد سليم .
وفي انجلترا على وجه التحديد، تألف الانجليز اليهود منذ القرن الثامن عشر والتاسع عشر لسيطرتهم النامية والمتزايدة وقتها على البنوك والأعمال حتى أنشئ بنك انجلترا على يد قطب الأعمال إيمانويل روتشيلد عام ١٨٧٩ .
ولكن معاداة السامية اصطلاحًا بدأت على يد الطبيب النمساوي اليهودي آرثر جبفنتشروش عام ١٨٧٩م وذلك بعد اضطهاد الرحالة الألمانية ولهام مور للحفلات اليهودية من أهل ألمانيا الأصليين وأصحاب الأرض، وصنفت من ضمن النزعات العنصرية التي تلتهم الفكر وبقايا “الإنسانية “في العالم كما يدعي مؤيدي التيار .
وبطبيعة الحال تدعم الاتجاه العام بمزيد من القوة والشرعية بعد صدور كتاب إرنست رينان الموصوم بذلك لوضعه حجر الأساس للقول بأن اليهود ليس أمة بل شتات و انحاز ضدهم لإنهم عرق أدنى من العرق الأوربي، كما فعل مع المسلمين والصينيين فرينان عنصري للعرق الأوربي مثل كل الذي أكد أن البرابرة لابد لهم أن ينصرعون لشارمانهم أو يمنعون الإنجاب حتى لا يختلط نسلهم بنسل الأوربين البيض .
وفي مطلع القرن العشرين، اتجهت السياسة نحو التخلص مع اليهود ذوي الميول العدائية وأفراد العصابات نحو رقعة من الأرض لما افتعلوه من مشاكل مثل القتل أو السرقة أو حتى الاقتراض بالربا والزيادة مما جعل التخلص منهم واستخدامهم وظيفيًا حتمية يجعل الوصول لها واجبًا .
وقوت تلك الحركة مع قدوم الهولوكوست وإدعاء حرق ٥ ملايين يهودي دون نقد أو تمحيص مما زاد التعاطف والتأييد لما حدث في المحرقة التي حصلت في ٥ مايو ١٩٣٦ م.
ووفقًا لستفين فريدمان أستاذ العلوم السياسية في جورهنسبرغ فقد أقسم الهولوكوست وهتلر بفعلته تلك ليهودي صالح ويهودي طالح حينما فصل بين المحروقين وغير المحروقين في العرق أو الجنس .
معاداة الصهيونية والقضاء على حقوق الإنسان: صياغة استراتيجية تجتاح العالم بقمعها .
أثير جدل واسع داخل أروقة المجتمعات الغربية وتحديدًا الأمريكي حينما أصدر قانون جديد يفيد أن معاداة السامية تساوي معاداة الصهيونية مما يوسع مصطلح السامية ليشمل الصهاينة على حساب الساميين الحقيين .
وإذ عدنا للتاريخ القانوني للبيرالية فسنجد أن تزواج الدولة والقانون قديم لجعل القانون مناط ومنوط به لحفظ وضبط استقرار المجتمع وعقده وقيمه ولكن تلك القيم يضرب بها عرض الحائط وتعطل القوانيين في حالة حقوق الإنسان وإنفاذها خارجيًا مما استدعى سخرية واستهزاء الباحث المرموق في القانون والتاريخ صامويل موين في كتابه “ليست كافية: حقوق الإنسان في عالم غير عادل “معللًا استهزائه هذا أنه نابع من تناقض التطبيقات لحقوق الإنسان وتحويلها لمجرد ملكية يمتلكها من معه المال والسطوة و إلا استحق التفجير إن اضطر الأمر لذلك .
وفي فرنسا في القرن الثامن عشر عندما أعاد نابليون سطوته على الحكم عمل على توطيد قدمه هو وحاشيته وللعلم كانوا يهود أو متصهيين ووصوه باحتلال الأرض المقدسة ومن كان يفكر أو يعترض في الفترة السوداء تلك لم يجد إلا المقصلة أو البندقية تستعد للقاء معه في ميدان عام أمام عائلته .
ولهذه الاعتبارات المحضة من التاريخ يمكننا فهم بحق لم قبلوا وما زالوا يقمعون الطلبة في دول المفترض أن غير قمعية وتأتي لنا مقولة إسماعيل الفاروقي هنا “القانون هو الذي يفصل في الجرائم “لقطع الوتيرة بين تحويل العالم لغابة ومنع دناءة المعاداة للصهيونية بوجهها القبيح والحقيقي.
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
مقالات2024.05.29كلا لن تفعلها أبدًا :هيئة الرد المصري على مقتل الشهيدين عبد الله رمضان وإسلام عبد الرازق
مقالات2024.05.20التطبيع العنيف مع التنوير ….عندما تحولت نصيحة الشيخ عبد العزيز الطريفي لحقيقة واقعة في ألمانيا وبولندا
مقالات2024.05.19تنوير التقويض .. جذور فكرة المخطط لتغير المفاهيم الشرعية والقيمية عبر مركز تكوين الفكر العربي
مقالات2024.05.16مركز تكوين للملحدين… إثارة الجدل لتكوين عقائد جديدة وحداثية(١)