مصر والسعودية جناحا الأمة العربية لتجاوز أزماتها نبض الجمهور الان

الدكتور سليمان بن سعد الحميد يكتب..مصر والسعودية جناحا الأمة العربية لتجاوز أزماتها

تشهد العلاقات المصرية السعودية تطورات ملحوظة في ظل التغييرات السريعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وتلعب هذه العلاقات بدورها دورًا حيويًا في تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة، والدولتين يمثلان جناحا الأمة العربية لتجاوز الأزمات التي تفرضها التحديات الدولية بانعكاساتها الإقليمية، الأمر الذي يتضح جيدًا من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى المملكة منذ أيام قليلة، وتعد العلاقة التاريخية بين مصر والمملكة العربية السعودية بمثابة صمام أمان للعالم العربي لأن مصر والمملكة لهما وزن وقوة وتأثير على المستويات العربية والإسلامية والدولية، وهذا يرفع مستوى التنسيق والاهتمام بين البلدين في المشاورات السياسية الجارية لبحث كافة القضايا الإقليمية والعالمية لمواجهة التحديات المشتركة ومعالجة هموم الدول العربية والإسلامية.

وفي ظل ما يشهده العالم أجمع من اضطرابات وتوترات؛ إلا أن العلاقات بين مصر والسعودية مستمرة في التطور والتعزيز، ويتم التنسيق بين البلدين في مختلف القضايا الإقليمية والدولية، والعمل على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وتشهد العلاقات بين البلدين تطورات إيجابية في مختلف المجالات، وتستمر البلدين في التعاون والتنسيق المستمر، حيث تمتلك العلاقة بينهما الكثير من الجوانب الإيجابية التي تعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة، ويمكن القول إن العلاقة بين البلدين تمتد عبر الزمن، وتعد من العلاقات الأساسية في المنطقة، حيث تتميز بالتضامن والتعاون في مختلف المجالات، وتهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدين.

وتأتي زيارة الرئيس السيسي الأخيرة للملكة العربية السعودية في سياق تاريخ من العلاقات الأخوية ترجمته سلسلة متصلة من الزيارات واللقاءات المشتركة، ولكن هذه الزيارة لها أهمية خاصة، لأنها تأتي في ظل تطورات كبيرة وإعادة ترتيب أوراق تشهدها الساحتان الدولية والإقليمية، وتؤكد على أهمية وعمق العلاقات المصرية السعودية، وتثبت مجددا أنهما الأكبر عربيا وأنهما حليفان مهمان لبعضهما وللمنطقة العربية بقضاياها وشؤونها، وتتميز العلاقات بين البلدين بأنها قائمة على قواعد التاريخ والجغرافيا، فهما حجر الزاوية لحفظ الأمن القومي العربي، والمملكة العربية السعودية منذ تأسيسها حتى العصر الحديث حريصة على تقوية علاقاتها مع مصر لتشمل كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية، كما أن كل قضايا العرب كانت السعودية ومصر معاً في مواجهتها، وهو ما مكن الأمة من تجاوز أزماتها.

وتتعدى العلاقات المصرية السعودية البعد السياسي والاستراتيجي إلى ما هو أقوى وأعمق، حيث أنها تاريخية ومتجذرة بالدم والدين والعروبة والمصير المشترك، وما يميز العلاقات التي تجمع البلدين أنها قائمة على المصارحة والوضوح والشفافية؛ مما يُعزز من أواصرها ويسهل احتواء أي تباين أو خلاف قبل أن يتحول إلى توتر، لخلق مستقبل مشرق يجمع الوطن العربي دون التوقف عند بعض الاختلافات في وجهات النظر،

نحن الآن أمام سياسة عربية موحدة رغم الانقسام العالمي وسياسات المناكفات بين الشرق والغرب، وأثبتت القاهرة والرياض أنهما فرسا الرهان على الأمن والسلم في الوطن العربي، وعلاقات البلدين الشقيقين يجب حمايتها بعيدا عن أهواء المغردين وإسقاطات المتربصين، فإننا نعلم أن هناك من يتاجر في سوق المناكفات ويسعى للفرقة بين الأشقاء سواء من دول أو تنظيمات تعمل على الإساءة لعلاقات البلدين وتصويرها بأنها قابلة للسقوط في مستنقع الخلافات، وقدمت مصر والسعودية نموذجًا في العلاقات الثنائية القائمة على قواعد صلبة من التعاون والتكامل في كافة المجالات، ما جعل التاريخ والواقع يسجل أن مصر والسعودية هما قُطبا العمل في النظام العربي والاقليمي، وهما يقودان جهود تحقيق التقارب العربي، وسبل تحقيق الأهداف التي تتطلع إليها الشعوب العربية.

وأسهم التنسيق المصري السعودي عبر آلية القمم المشتركة والزيارات الدورية المتبادلة في توافق الرؤى تجاه التحديات التي تواجه المنطقة العربية، وكذلك مواجهة الأزمات العالمية وتقليل آثارها السلبية على المنطقة، ولذلك تعد مصر والسعودية صمام الأمان للعالم العربي في مواجهة العواصف والتحديات المختلفة، واستطاعت الدولتان بفضل السياسة الخارجية الفاعلة لكل منهما توجيه مسار التفاعلات الإقليمية والدولية بما يعظم المصالح العربية؛ بجانب ذلك الانفتاح الكبير الذي تشهده المملكة على جميع المستويات، ويشجع هذا التعاون بين قطبي الأمة العربية، إذ يتكاملان في كثير من الأمور.