![](https://elgomhornow.com/wp-content/uploads/2024/05/IMG-20240516-WA0126-1024x1024.jpg)
دُشن يوم الأربعاء الماضي مركز تكوين الفكر العربي في مصر المخصص والمعلن عنه تكوين أرضية مشتركة للفهم والتنوير والأفكار السلسة والمثير للاهتمام نقد المسلمات الفكرية.
أُثير الجدل عند تدشين المركز مباشرة لإنه يضم كوكبة من المفكرين المثيرين للجدل مثل إبراهيم عيسى وإسلام بحيري وناهلة أبو نادر وألفة يوسف وفراس السواح .
وعرف إبراهيم عيسى بهجومه الدائم والمستمر على ثوابت الدين والسنة النبوية منذ بداية الألفنينات وألف عدة روايات منها رواية العراة التي منعت من النشر وظل الأمن في عهد مبارك يطارده حتى سافر لأمريكا في عام ٢٠٠٨ وقدم للمحكمة وحمل بغرامة تصل ل٤٠٠٠جنيه وقدم برنامج على قناة دريم هاجم فيه الصحابة والتابعين المبنية على أساطير وخرافات المستشرقين مثل نولدكه وهاملتون جت وجولدتسهير بل أنه كرر خرافة عدم اعتبار المعراج معجزة من الأصل المأخوذة من المستشرق الألماني الشهير شاخت .
أما إسلام بحيري فحدث ولا حرج، فقد بدأ حياته المهنية عام ٢٠٠٣ في إحدى الصحف الخاصة وأكد أن المجتمع لم يكن يتقبل التنويري بصفة عامة وخاصة في ذلك الوقت لسيطرة التطرف المتمثل لهم بالطبع في الأزهر الشريف وجماعة الإخوان المسلمين وحتى اكتشف الصحفي الذي صار رئيس تحرير صحيفة اليوم السابع خالد صلاح وللمفارقة المضحكة والمثيرة للتأمل أنه أول ما عرف على الملأ عندما كان يناظر الدكتور محمود شعبان وكاد أن يضربه بالحذاء لقلة أدبه وسفوله الأخلاقي تجاه الدين وخصوصًا حجية الأحاديث النبوية وليس لديه أدنى حدود العلم الشرعي الكافية ليفرق بين أنواع الحديث الآحاد المشهور والغريب، فضلًا عن فهم علم مصطلح الحديث وأبجدياته .
وعرف الدكتور يوسف زيدان صاحب الروايات المثيرة للجدل والانقسام مثل عزازيل بآراء لا تخالف السابقين ذكرهم كرأي أن قصة المعراج ليست سوى قصة من القصاصين ورأيه في الأدب في بيت شهير لكعب بن زهير وهو كلمة متبول وتعني وفقًا للقواميس اللغوية الشهيرة كلسان العرب لابن منظور أتلفه وأتعبه لا متبل كما أشار أستاذ الفلسفة في جامعة القاهرة .
وعطفًا على ما سبق، فإن آراء زيدان في القرآن والسيرة ليس أقل جدلًا ولا فداحة ففي لقاء شهير رصد له ١٠ أخطاء في قراءة سورة الإسراء الآية الأولى فليس هناك متخصص حتى في النحو غير قادر على التفريق بين أساسيات النحو .
التزوير التنويري … لا تصور عن الشيء من دون معرفة بالأصول .
في كتاب دفاعًا عن الدين ضد منتقديه يثير الفيلسوف الألماني فريديك شلايرماخر إشكالية الهجوم على الدين بصفتها جهلًا وعربدة نابعة عن سوء فهم الأصول فلا يتصور المرء نقد شيء دون معرفته بالكامل لتكوين صورة عقدية صحيحة .
وينطلق شلايرماخر من نقطة المعرفة باعتبارها نموذج مهاري ومعرفي قوي للغاية دون تأصيل فينتج هذا تزويرًا وتحريفًا يصل لحد الهذيان والجنون .
فعلى هذا المنوال المخل والمحدود مقارنة بعلم الحديث ومصطلح الحديث، الذي شهد له المستشرقون أنفسهم بدقته وروعته وعلميته الدقيقة مثل البروفسور جوناثان براون في كتابه قوننة الحديث الذي يحكي فيه عن البخاري ومسلم الذين كانوا حقًا يؤمنون ب”أحقية الحفظ “للأحاديث النبوية التي تتضمن وتشمل الأحكام والقوانين .
والنقد الطبيعي للدين سواء أو الأحكام لا يتم إلا من خلال نفس البوتقة العلمية التي تنطلق من نفس الأصول فتنتجم النقد الرصين المتحفظ في فرع ليس أكثر وليس تكوين تصور مبتذل مخترق مفكك غرضه الأول والأخير التشكيك والبلهوانية تحت مدعيات حبائل التجديد ومنكات التحديد فيذوب الأصل وتشوه الرؤية.
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
مقالات2024.05.29كلا لن تفعلها أبدًا :هيئة الرد المصري على مقتل الشهيدين عبد الله رمضان وإسلام عبد الرازق
مقالات2024.05.20التطبيع العنيف مع التنوير ….عندما تحولت نصيحة الشيخ عبد العزيز الطريفي لحقيقة واقعة في ألمانيا وبولندا
مقالات2024.05.19تنوير التقويض .. جذور فكرة المخطط لتغير المفاهيم الشرعية والقيمية عبر مركز تكوين الفكر العربي
مقالات2024.05.16مركز تكوين للملحدين… إثارة الجدل لتكوين عقائد جديدة وحداثية(١)