ما بعد رقصة هتلر في هولندا: مراجعة لكتاب النازية كعقيدة حقد - نبض الجمهور الان مقالات ما بعد رقصة هتلر في هولندا: مراجعة لكتاب النازية كعقيدة حقد نبض الجمهور الان

يشوب الحديث عن النازية نوعًا
من التألف الذي ينبع من الاعتياد على نوع وماهية الأفكار التي نتحدث عنها من الإبادة والتهجير والقتل الذي تعودنا عليه من أي نظام شعبوي فأصبح الكلام عليه نوعًا من الرفاه والتفلسف الفكري الذي لا يغني ولا يسمن من جوع أكثر من الاستفادة من مضمونه.

ومع ذلك، فإن النازية تمثل بيئة خصبة للنقد والتمحور حولها يمثل باعًا هامًا للغاية لنقدها لإن ببساطة تمثل السياسة الغربية اليمينة المتطرفة لسببين يتمثل أولهما في البينة التي تقصي وتمنع الاختلاف معها في خطوط حمراء تعارض التاريخ نفسه وبالتالي ينم هذا عن عنصرية أفكار أوروبا نفسها والتي تجيد التلاعب تحت ألفاظ براقة.

ولذلك، يستخدم مينو تيربراك النقد للنازية من منطلق الحقد والحقد هنا ليس وصمًا إقصائيًا فحسب بل يمكن الاستنتاج أيضًا من تطبيق مصطلح الفيلسوف الألماني فريديك نيتشه، ويطرح نيتشه المصطلح بصفته ذوبانًا مع خطئية كبرى لا تنفك عن كونها أصالة، فالخطأ الأوروبي يمسك أفكاره من عمقه فالعنف يبرر عندما يكون في بوتقة المصالح الغربية.
فيتمكن تيربراك من التوضيح عن طريق التشخيص الفلسفي لمقابلة واحدة مع أنطوان موشيرت أحد مؤسسي النازية في هولندا ويؤكد على نقطة جوهرية أخرى وهي تتعلق بالاستخفاف والعيش داخل الحائط، فمشكلة هولندا قبيل الإحتلال النازي تخطت مجرد الاستخفاف لمرحلة الإنكار والتهرب من قوة النازية لحتى الاجتياح الشهير في مايو ١٩٤٣.

ويتقاطع الكتاب مع عدد من الأمور منها موضوع حالة الاستثناء والبحث عنها فالسيادة الهولندية انتقلت من مجرد دولة لحالة تشبه النموذج الاستعماري، فبذلك انتقلت هولندا من دولة سيدة على أمرها لمجرد تابع أرعن ينفذ أوامر هتلر وألمانيا وهذا ما أشار له كارل شميت في مفهوم السيادة الأخيرة فطبقها على روما القديمة.

وينهي تيربراك الكتاب باعتبار النازية ليست مجرد أفكار يتعامل معها الفرد وإنما تتمدد لتصبح أسلوب حياة من أول القانون لغاية العمل وانتهاء بالسيطرة، فكما يؤكد كذلك نعوم تشومسكي في نقده حينما أشار لإن تغيير الأوغاد لا يتم بالديموقراطية لعدم اختيارهم في المقام الأول ويصبح الإنسان مستحبًا مسجديًا لحياته من طرف الدولة.

ولا يمثل أكثر من هذا تشبيه فرانز نيومان بوحش البيهموت الأسطوري وهو وحش جسده به حصانين وأسفلهما أخطبوط في تعبير عن الحبس المحكم بقوته ومنعته الطائقية .