عن معاني المقاطعة.
المقاطعة فعل ينم عن ترك السلعة النابع عن ترك شراء ماركة معينة لدعمها أو اشتباها لدعمها الاحتلال في تقديم الأموال أو الوجبات له وتعني اصطلاحًا الاستدلال بحركة الترك للتعبير عن حركة فعل منظمة هدفها ترك أثر أو تأثير دامغ وملحوظ سيصعب إزالته فيما بعد لعدة عوامل ومنها تنحية الشهوة وفك الاستعمار النفسي والتهرب من الذنب وقوة الضمير بحق وعن علم .
فوفقًا لعالم الاجتماع الداعم لفلسطين بيير بوديو فإن رأس المال الثقافي يلزمه تكوين من الوعي لتحويل لرأس مال اجتماعي يمكن استغلاله عن علم، أو بعبارة أخرى تمثلت في مقولة سلافوي جيجك أن الرأسمالية هدمها الوعي النقدي ويأخذ هذا المصطلح أي المقاطعة عدة سمات ومن أبرزها تلك التي تتعلق بتداول رأس المال عند ماركس، فالمداولة استهلاك وبناء الشركات يكمن في هذا الاستهلاك العادي الذي يجمع الثورة في يد فئة قليلة وليست فئة الأكثرية المحتاجة فيبور الفقر لينتشر فيما بعده بحسب العديد من علماء الاجتماع ومنهم اريك اولن رايت .
غير الاستهلاك والتراكم يضاف لبعد المقاطعة تعريفًا جديدًا وهو دعم قضية أي قضية وذلك نوعًا من الحرية في تقويض البينة الاقتصادية للشركة المعتمدة بالأصل على مزيج من العمل المتواصل والحاجة المتواصلة التي تجبر الفرد لاتخاذها كأحد المرتكزات الأساسية .
فتتنوع لذلك أساليب ومظاهر المقاطعة لضعف الشركة بنيويًا بحق ومن ضمن أهم تلك المظاهر:
١لجوء الأفراد للاستبدال أو الاستغناء التام عن السلع. ٢الاشتباك والتشابك السردي بين المقاطعين وغير المقاطعين باعتبارهم أنانين وغير متصلحين مع أنفسهم و غير مكترثين بالقضية الإبادية في غزة، و يشير لهذا الباحث المصري هشام صفي الدين بقوله كلما اتضح النفاق اضطرت الشركات لاتخاذ طرق ملتوية ومجرفة في بعض الأحيان لسياساتها التي توافق الشركة الأم أو تعارضها بمنتهى الصراحة.
بعض من نتائج المقاطعة الإيجابية .
مرت ست أشهر على حرب الإبادة الجماعية في غزة وكان لها عظيم الوقع في النفوس وتحديدًا المصرية الأصلية وتركت المصريين في حالة من الحزن والغضب والغليان في بعض الأحيان يعول عليها البعض في خلق ضغط يحقق من خلاله تأثيرًا ملموسًا على أرض الواقع ومغيرًا لسياسات فقد طردت شركات مثل ستاربكس عدد عمال يترواح بين ٢٠٠٠ل٢٠٠٠٠ عامل خلال بداية العام فقط وخسرت رأس مالها بنسبة تترواح من ١٧ ل ٤٧ وفقًا لموقع statistica المتخصص في الإحصاءات المتعلقة بالشركات .
وبالإضافة لما سبق، فقد أغلقت ستاربكس في ماليزيا وإندونيسيا لقلة الطلبات المحجف عليهم وخسرت مركزًا مهمًا في العالم كان يوفر لها من ١٦ ل٢٠ مليار دولار شهريًا في فبراير الماضي .
وبطريقة متوافقة ومتقاربة مع ماكدونالدز انخفض سهمها بنسبة ٦٧ في المئة في ديسمبر الماضي وشهد سقوطًا مدويًا أيضًا في يناير وفبراير الماضي حيث انخفض بنسبتي ٧٢ و٧٧ في المئة على الترتيب .
وانتشعت الصناعات المحلية حيث شهدت شركات محلية في مصر والأردن على سبيل المثال لا الحصر ازدهارًا مفاجئًا جعلت الإيكومنست والتايمز البريطانية تخصص له مقالين في الشهرين الماضيين لتقولنا فيه أن شركات مثل سبيرو ستاربتس والوطنية للمشروبات تكسبان نسبة أرباح وصلت في بعض الأوقات ل٥٠٠% موفرة بذلك فرص ذهبية للعمل وتقليل البطالة المتضخمة في مصر على وجه الخصوص والأهم مما سبق تشجيع الصناعات المحلية بما لا يدع مجالًا للشك أنها تنمية واقعية وعملية للقطاع الصناعي.
الاستمرار والانتصار :ما بعد المقاطعة.
لوهلة ما عندما ترى أن معظم الناس الذين يشتروا ويتقاتلوا ويتنسافوا لشراء وجبة شهية أو كيس من البطاطس المقلية أو كوب قهوة، تظن أنك وحيد في بلد تقدس الشهوة أو على أقل تقدير أناني وبلغ القهر والقمع مداهما المرتفع للغاية الكفيل للاستسلام والانسياق ورائهم معللًا لنفسك بأن الله هو من يتولى الغزيين وإني ما مغير الأقدار ولا الأسباب وأن الجنيهات المدفوعة لن تغني؛ فالحرب مستمرة بي أو من دوني
وينبع هذا التفكير من الدونية التي غرست بنا عبر التربية الطويلة؛ فنحن لم نعلم إلا لنربط في ساقية العمل أو بتعبير أمي وراتون عالمة الاجتماع جعل المقهورين عبيدً، وأضيف إليها أن العبد إذ ما أدرك أن التجارة قائمة عليه باعتباره محركًا لها فسيتحرر من أثرها .
ففي مقاله المعنون بإرث فرانز فانون يربط الباحث الفلسطيني بشير أبو منه أن المعذبون لم يتحرروا إلا بإدراك مركزية الحرية من جميع النواحي التي قد تمثل لحظة فارقة حقيقة تمكن من خلالها الفرد من فك قيوده وأغلاله الحديدية؛ فربط الحرية بالكرامة و القضية الفلسطينية نفسها يحول من الشخص نفسه من معذب لقضية ويزيد من عزته للفعل والحركة .
فكما يريد الاستعمار احتلالنا اقتصاديًا، يزيد على طموحاته القبيحة والقمئية الاحتلال العاطفي عبر وسائل عدة من نشر الظلم وربط مفاهيم كالعبودية والمساواة والاعتمادية بالعمل فقط مما يذيب تلك المشاعر ومنها شعور الغيرة والغضب لأخيك والحمية له، فقد قال رسول الله حب لأخيك ما تحبه لنفسك.
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
- مقالات2024.05.29كلا لن تفعلها أبدًا :هيئة الرد المصري على مقتل الشهيدين عبد الله رمضان وإسلام عبد الرازق
- مقالات2024.05.20التطبيع العنيف مع التنوير ….عندما تحولت نصيحة الشيخ عبد العزيز الطريفي لحقيقة واقعة في ألمانيا وبولندا
- مقالات2024.05.19تنوير التقويض .. جذور فكرة المخطط لتغير المفاهيم الشرعية والقيمية عبر مركز تكوين الفكر العربي
- مقالات2024.05.16مركز تكوين للملحدين… إثارة الجدل لتكوين عقائد جديدة وحداثية(١)