![](https://elgomhornow.com/wp-content/uploads/2024/01/IMG-20240130-WA0116-1024x1024.jpg)
لعلك سمعت عن جزيرة الملياردير الأمريكي جوزيف إبستين المتهم باغتصاب قاصرات والمحكوم عليه من سنة ٢٠٠٩؛ فالمشكلة ليست في القضية نفسها بل في انحطاطها وطريقة التعامل الغربي معها، فالحضارة الغربية لطالما عرفت نفسها بأنها حضارة إنسانية تهتم بالإنسان والحفاظ على أخلاقه ومبادئه فضلًا عن كمية التشوه والتخبط فلم تكتفِ تلك الحضارة عن تلك المسحة الإنسانية، بل تخطى الأمر موضوع الوقاحة والتبجح في التفاخر بما يخجل منه الإنسان الفطري؛ فيصدق في ذلك القول بأن الغرب على وشك الانهيار .
فلكي نعرف الحقيقة المعرفية للغرب لابد من تتبع الحقيقة عبر التاريخ أو بتعبير أجون حمزة “التتبع المعرفي الأخلاقي الذي يخرج بنا من جهل الجهول لعلم النمر” وهذا الأمر أيضًا يجعله من الأولى إبراز ربط التاريخ بالأخلاق، وقد تنوعت الحضارات والأمر الواحد فبذلك حقًا تكمن ملكة النقد والتحليل.
فيجعل بذلك النقد وسيلة للممانعة، لأن أبسط أنواع بسط النفوذ يكمن في التاريخ استغلال مساحات الجهل ونشره أسهل مما يكون عندما يكون الأمر منفصل نظريًا عن الواقع الاجتماعي والسياسي ويتزامن ذلك مع الأخذ باعتناق العقائد الوضيعة والعلمانية، فالعلمانية تختلف عن الوضعية فيما يتعلق ويتصل بالأرض والعقل كما أشار لذلك عمرو عبد العزيز.
فأول من وسع الفجوة بين الأمرين هو كانط بالتشكيك في مقدرة العقل على الإنتاج و العمل وأهم من ذلك على الأخلاقية، فقال أنه ليس قادرًا على إنتاج قواعد أخلاقية، فعندما أعطى الكتاب لصديقه فينتر احتار وأرجع الكتاب لكانط لا لعدم حبه للكتاب أو عدم التفاته له بل لاقدامه على الجنون .
فبعد كانط جاء ميل وبنتام فقاما بفصل القانوني عن الأخلاقي بوضع مذهب النفعية الذي ينص على تحقيق أكبر قدر من اللذة لأكبر قدر من الأفراد، فهكذا فصلت القوانين الفردية عن الجماعية وظلت هكذا بوتيرة متسارعة، ويعلق على هذا الأمر روبرت ب جورج بوصفه أحد أعمدة القانون الطبيعي، الذي أشار لها صامويل موين عندما تحدث عن الفقيه القانوني روبرت فون باندروف.
فمن الصعب للغاية صياغة قانون لا أخلاق له وإلا تحول الأمر كمن يركب عربة قطار منفصلة في الهيكل عن بقية القطار بمسافة.
المرأة …قصة عوار الحضارة الغربية
من العجيب للغاية أن ترى المرأة الغربية وقد سارت من القاع لقاع أعمق فقصة المرأة الغربية لطالما كانت قصة عبرة لا في سيرها بل في التخبط والزخرفة تحت مسميات براقة كالتحرير وحقوق المرأة .
وما تتنطوي عليه تلك الشعارات إلا تسكين وخداع للمرأة من أجل البقاء على السلعنة، فوفقًا لكريستين سورمز الشعارات حولت الفتى قبل المرأة لكائن غرضه في الحياة الحرب لا السكنة والسلام.
والحل في ذلك ببساطة اتباع الفطرة السليمة و السوية الحقيقة من احترام متبادل بين الأفراد لا تحويلهم لتروس في الآله المجتمعية كما أحضر وبين ذلك هربرت ماكوزه.
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
مقالات2024.05.29كلا لن تفعلها أبدًا :هيئة الرد المصري على مقتل الشهيدين عبد الله رمضان وإسلام عبد الرازق
مقالات2024.05.20التطبيع العنيف مع التنوير ….عندما تحولت نصيحة الشيخ عبد العزيز الطريفي لحقيقة واقعة في ألمانيا وبولندا
مقالات2024.05.19تنوير التقويض .. جذور فكرة المخطط لتغير المفاهيم الشرعية والقيمية عبر مركز تكوين الفكر العربي
مقالات2024.05.16مركز تكوين للملحدين… إثارة الجدل لتكوين عقائد جديدة وحداثية(١)