من صاحب مقولة " من لم يستطع أن يقوم بالأمانة فلينصرف سواء كان حاكماً أو محكوماً" - نبض الجمهور الان تقارير من صاحب مقولة " من لم يستطع أن يقوم بالأمانة فلينصرف سواء كان حاكماً أو محكوماً" نبض الجمهور الان

عرف بقول الحق والصدع به في وجه الحكام والمحكومين ، واستغل منصبه في الدفاع عن الإسلام ونشره، في كامل مسيرته الدعوية، كان عضواً في مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة،ويعود له الفضل الأول في إنشاء إذاعة القران الكريم التي امتدت نفعها في كل مكان، تلقي تعليمه في الأزهر، هو الامام الدكتور محمد الراوي، الذي لطالما ناصر الإسلام والمسلمين في كافة أنحاء العالم.

مولده ونشأته

ولد الشيخ محمد الراوي في قرية “ريفا” محافظة أسيوط عام 1928، عرف بمحمد محمد عبد الرحمن الراوي، حفظ القرآن الكريم في سن 13 عاما بكتاب قريته، نال تعليمه الإبتدائي والثانوي بمعهد قريته، حيث كانت المعاهد آنذاك لاتقبل الطالب إلا إذا كان حافظاً للقرآن الكريم كاملاً ، وكان الطالب يدرس في المعهد 9 سنوات، 4 سنوات في القسم الابتدائي و5 سنوات في القسم الثانوي، وبعد حصوله على شهادة الثانوية بتفوق تقدم إلى كلية اللغة العربية ، ثم قام بتحويل أوراقه إلى كلية أصول الدين بالقاهرة،حيث ذكر أن سبب هذا التحول في لقاء سابق له فقال«أحببت أصول الدين بسبب القران الكريم ، فذهل الناس لأن اللغة العربية كانت مطلوبة في ذلك الوقت،لكن حبي الشديد للقران ودراسته جعلني أؤثره على كل شئ » وحصل علي الشهادة العالمية مع تخصص التدريس من كلية اللغة العربية، جامعة الأزهر عام 1956م.

مسيرته الدعوية

عمل الشيخ بعد تخرجه بقسم الدعوة في وزارة الأوقاف، ثم أصبح مفتشا عاما في مراقبة الشؤون الدينية بعد مسابقة عامة لجميع المفتشين، حيث كان ترتيبه الأول على الناجحين،نقل بعدها إلى مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة وعمل بالمكتب الفني بالمجمع، وبعد ذلك أرسله الأزهر في بعثة إلى نيجريا لتدريس اللغة العربية وعلوم القرآن الكريم، وطلب لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وانتقل إليها بداية من العام الدراسي1390-1391ه‍ وظل يلقي فيها محاضراته لمدة تذيد على خمس وعشرين سنة، عمل خلالها في كلية اللغة العربية، ومدرسا للتفسير والحديث كلية العلوم الاجتماعية،عمل بها أستاذا للقرآن وعلومه ورئيسا لقسم القرآن أكثر من ثلاثة عشر عاماً، وساهم في قيام كلية أصول الدين منذ بداية إنشاءها ،كما ساهم في إنشاء المعهد العالي للدعوة الإسلامية وقام بإلقاء المحاضرات فيه ، وقام بالإشراف على الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه في كلية أصول الدين وغيرها من كليات الجامعة.
اشترك في مناقشة كثير من الرسائل العلمية في جامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة أم القرى بمكة المكرمة ، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ،وجامعة الملك سعود.

دوره في نشر الإسلام

قام بإلقاء العديد من المحاضرات في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية ،ويعود له الفضل في إنشاء إذاعة القران الكريم ،حيث بدأ أول محاضرة عامة في نيجريا في كلية الشريعة جامعة الإمام ، وكانت في شارع الوزير، حيث كان موضوع المحاضرة الإسلام في نيجريا ، وطُلب ذلك منه بحكم إقامته فيها، وكان لها تأثير واسع خاصة حينما ختم المحاضرة بقوله: لقد كنت أسمع صوت الإنجيل يدوي من وسائل الإعلام في أفريقيا ، فهل من غيور على الإسلام يسمع الناس جميعاً صوت القرآن؟ وكان لهذه الكلمات الفضل في إنشاء إذاعة القران الكريم ، حيث أمر الملك فيصل بإنشاء إذاعة القرآن الكريم التي امتد نفعها في كل مكان ،وظل الشيخ محمد الراوي يلقي فيها أحاديثه حيث قام بتسجيل 392 حلقة تذاع يومياً في إذاعة القران الكريم .
شارك في التوعية الإسلامية في الحج لمدة خمسة عشر عاماً ، لنشر التوعية بين الحجاج بإشراف رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية مع نخبة من علماء المملكة وعلى رأسهم الشيخ عبد العزيز بن باز.
عمل مقدمة للمصحف الوثائقي الذي جمعته إذاعة القران بالقاهرة ، فجمع بين القراء القدامى في مصحف متكامل بلا انقطاع.

أبرز مؤلفاته
ألف الشيخ محمد الراوي مجموعة من أمهات الكتب، التى لا طالما يحتاج إليها طلاب العلم في شتي بقاع العالم العربي، كما سجل طلابه الكثير من محاضراته ومنها

وحدة المسلمين في مواجهة الأخطار -سبيلها وغايتها.
القرآن الكريم بين الدراسة والتطبيق.
قضية السلام في ميزان الاسلام.
ومن أبرز الكتب التي ألفها
الدعوة الإسلامية دعوة عالمية.
-كلمة الحق في القرآن الكريم.
منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله.
كان خلقه القران.
المرأة في القران الكريم.

وفاته
رحل الشيخ الدكتور محمد الراوي يوم الجمعة 7 رمضان 1438ه‍ الموافق 2 يونيو 2017، عن عمر ناهز 89 عاما تاركاً مجموعة من الإسهامات الفكرية والأكاديمية التي يرجع إليها طلاب العلم ، فجزاه الله عنا وعن الأمة الإسلامية خير الجزاء.