أزمة ذوبان الجليد تتفاقم لتصل إلى ذروتها بشكل غير مسبوق عام ٢٠٢٣ - نبض الجمهور الان تقارير أزمة ذوبان الجليد تتفاقم لتصل إلى ذروتها بشكل غير مسبوق عام ٢٠٢٣ نبض الجمهور الان

عند إلقاء نظرة من حولك تجد سوء ما فعله الإنسان على مدار سنوات الماضية، قد تصل لعقود يتجرع فيها نتائج ما فعله، ففي سورة النور قال الله تعالى (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس)، نجد أن عدم القدرة على إدارة شئوننا وأهدار مواردنا على كوكب الأرض في اليابس، لم يقف عند هذا الحد بل طالت أيادي البشر البحار والمحيطات لتنال هى الأخرى جرعة من هذا الفساد، الذي نشهده في صورة الاحتباس الحراري والذي أودي بارتفاع درجات الحرارة باستمرار ليحقق ذوبان قطبي الجليدي الشمالي والجنوبي، وفي هذا التقرير سوف نسلط الضوء على مدى تفاقم أزمة ذوبان الجليد في خلال ثلاث سنوات الماضية، وتصدع كتل جليدية متكررة في الفترة الماضية تثير القلق.

تآكل الجليد خلال ثلاثة أعوام الماضية

التغير المناخي الذي يحدث لن يمر مرور الكرام ففي عام ٢٠٢٢ أعلنت وكالة أسوشيتدبرس في تقرير لها، عن زعزعة استقرار منطقة الشرقية في القطب الجنوبي التي تدعى ( أنتاركتيكا)، والأمر الذي دعى إلى أصدار أحكام حول تقدير مدى استقرار المنطقة الشرقية منها ومحاربتها للاحتباس الحراري ، والذي نال من الجانب الغربي لديها لتتآكل بسرعة كبيرة، أما في عام ٢٠٢١ تسبب التغير المناخي في حدوث ثاني أدنى لمستوى الجليد، فانحسر إلى ٤,٧٢مليون كليومتر مربع ، بالنسبة إلى عام ٢٠٢٠ ارتفعت درجات الحرارة في شهر فبراير للمنطقة الجنوبية، لتتجاوز حاجز ٢٠ درجة مئوية لتنذر بمؤشر خطير متعلق بمستقبل ذوبان الجليد بوتيرة تكاد تكون أسرع.

انهيارات متلاحقة

وإذا تطلعنا إلى ما حدث في الآونة الأخيرة من موجة الحر الشديد التي ضربت البلاد، وما خلفته ورائها من آثار جامة لا حسر لها، ولكن سوف نتطرق فقط إلى ما حدث من انجراف جبل جليدي ضخم يمكن أن نقدره بحجم مدينة لندن بأكملها، وهذا ما تناوله رواد التواصل الاجتماعي الفترة الماضية حيث ظهر في فيديو تيك توك يوم الثالث في أغسطس الجاري من هذا العام وظهر على شواطئ الكندية، وعند التبين أن هذه الكتل نتيجة ذوبان الجليد من القارة القطبية الجنوبية.

وعند تقليب الأوراق الماضية نجد أن هذا الحدث ليس الأول من نوعه بل تكرر مرات أخرى خلال هذا العام، ففي شهر مارس الماضي ظهر جبل جليدي نتيجة تصدع هذا جبل من قارة الجنوبية، وكان يبلغ طوله ٨٣ميلًا وعرضه ١٥ ميلًا، ليراقب بذلك العلماء الشقوق التي أصبحت أمرًا متلازمًا في هذه المنطقة ومتكررة، لنجد أن ظهور الجبل الجليدي أصبح أمرًا معتاد لنراه يعلن عن تجليه للمرة الثالثة على التوالي في شهر يناير الماضي، شاهدت روسيا انفصال جبل جليدي أخر من القارة القطبية الجنوبية، ليبلغ حجمه ١٥٥٠ كليومتر مربع ليعادل حجم مدينة سان بطرسبورج الروسية.

تقهقر استقرار المنطقة الجنوبية

وهنا نلاحظ تصدعات المتكررة في المنطقة الجنوبية حتى في العام السابق من شهر مارس، كانت هذه هى مؤشر لبدأ رؤية جبال عائمة منشقة عن المنطقة، ويعد هذا الانشقاق المثير للقلق ومزعزع لاستقرار الجناح الشرقي للمنطقة الجنوبية، لينجرف جبل جليدي أكبر من مدينة نيويورك بمساحة تقدر ٤٦ميلًا، وهذا وفق ما أصدرته وكالة أشويتدبرس، وكان هذا بداية القشة التي تعلن عن انقسام بعيرها لنرى حالات التصدعات باستمرار، لنشاهد هذا مشهد وكأنه عرض سينمائي ما علينا إلا أن نظل مكتوفي الأيدي، ونتفاعل مع الحدث بوجداننا ولا نفعل شيئًا.
مستقبل مرهون بإيدينا .

وعلى غرار ذلك يحذر العلماء من خطورة تغير المناخي وعدم الالتزام بحلول الموجودة، واستمرار ارتفاع درجات الحرارة كل هذا من شأنه أن يجعل الجليد يذوب بشكلًا أسرع، مما يُعلق على عاتقنا عواقب وخيمة لا يمكن حسرها من انقراض حيوانات البرية التي تتعايش في القطبين أو ارتفاع مياه المحيطات والبحار، وحدوث فيضانات بجانب رؤية موجات حر شرسة لا يمكن أن نتوقعها، حيث يلعب القطبان على توزان الدرجات الحرارة على كوكب الأرض، فنشوب أي خلل فيهم يؤثر علينا جميعًا.