بعد استمرار أزمة الكهرباء ،قوبلت التساؤلات من الشعب بردين فعلين مختلفين ،أحدهما الابتذال و الاستخفاف بعقول الناس ، و الآخر هو الشتم و رمي البلوى على الشعب ،فقبل الشروع في التحليل للأزمة و كشف الأسباب الحقيقية لها ، سنقوم بالرد على هؤلاء الذي يجدوا أنفسهم منفصلين عن واقع المصريين المرير، ومستقبلهم الضبابي، فمن وجهة نظر اجتماعية ، هذا الاستخفاف يزيد الاحتقان البارد الذي قد يُقلب لانفجار مدوي مثلما حدث في الارجتيين، و بنما ،حينما كان المسؤولون يرون أن الشعب قد مات و الأزمات باقية ، و لكن ما لا يعرفونه أن نيران الرماد إذ أُعيد اشتعالها فإنه يستحل وقفها بسهولة ،و بالفعل هذا ما حدث عندما أراد “مانويل نوبيغا” دكتاتور بنما أن يصفي و يبيع النفط للولايات عن طريق الشركة المثيرة للجدل “يونانيد فورت”قلب الشعب عليهم الطاولة و نجح المجرم “نوبيغا” في الهرب منها 2002م للولايات المتحددة ، و ما يثير الجدل أكثر هو اغتيال اللواء القائد “عمر توروخيس” في عام 1964م، و يوفر لنا القرصان الاقتصادي “جون بيركنز” و الفيلسوف اللندني “ليف وينار” البحث المتقن الجاهز فيقول بيركنز أن المعادلة دائمًا تعتمد على الشعوب ، و هو ما أكده بشكل مبطن يدعونا للتأمل المفكر الراحل “جاويد غامدي “بوصفه للمتدين بأنه مقاوم بالفطرة، و المقاومة هنا الذي يقصدها هي الشيء بنفسه وقعت مدوية لا ترحم، و حتى مع النجاة الفردية ، فالفرد يفتقر للعصيان الذي يجعله مسلمُا و مسالمًا في عالم يفتقر للبديهات من أجل مشروع اختلاق البهيمة، و هو ما أدركته الأرجتنين متاخرًا ، فدخلت البلاد في فوضى قائدها يدعي البطولة.
و تفاجأ المصريون بعودة انقطاع الكهرباء على مدار الأسبوع الماضي ، وقد صرح وزير الكهرباء “محمد شاكر”أن التيار ينقطع بسبب تخفيف الأحمال و ارتفاع الحرارة ،فبغض النظر عن الأسباب المذكورة سلفًا فلندع لغة الأرقام تتحدث لإنها واقع ، و كما يقال الواقع خير شاهد ،و خير دليل ،فقد ذكر تقرير من موقع “مدى مصر “أن أحد أهم أسباب الانقطاع هو الغاز و نقصه لا ضغط أحمال،و إذ أردنا التحقق من هذا فلابد فقط أن نبحث عن المثلث الأزمتي بتعبير استاذة العلوم السياسية اريكا فرانتز ، فالمال هو أول عامل لذاك المثلث ،فاختلال المال يعني بالضرورة قلب الدولة راسًا على عقب،و هو ما حدث بالفعل هنا، أن كان مطلوبًا من مصر سداد مبلغ 17 مليار دولار قبل نهاية الربع المالي الثالث ،و بالإضافة لما سبق ،فإن مصر تعاني من فجوة دولارية قدرها نفس المبلغ السالف ذكره ،و هو مجرد الدفعة الثالثة من الديون لما أسماه المحلل المالي ، و الصحفي ” محمد عز” بالحائط السد ، و عطفًا على ذلك ،فإن مصر إذ تخالفت عن السداد،فهذا يعني بلا شك أن الدولة مفلسة لكنها لا تجؤر على إعلانها خشية هروب الأموال الساخنة و تكرار سينانور فشل تونس عن عدم السداد حتى بعد إعادة الجدولة عام 2009،و هو ما يترك انطباعًا سيئًا لدى المصدرين في اسرائيل و تركيا على تصدير بترول و غاز المتوسط لدولة متأزمة ،و يمكن أن يعد سببًا لذهاب اسرائيل لتركيا و عقد اتفاقية معطلة لمصالح مصر بأن حقل ليفاثان سيتنقل من اليونان و قبرص لتركيا لتكون الممر الجديد لاوربا للغاز، و تناقضًا مع ذلك ، المفترض أن اسرائيل عند عهدها لنا لما ذكرته اتفاقية 2006م ، و التحدث مع دولة كتلك مضيعة للوقت ،فزادت نسبة التصدير بواقع 21 الف كم2 في 2019 و هو ما أكدته انديناتايمز إذ خففت تصديرها مع 17 الف كم2 أي ما يتم تصديره ،و يتزامن مع ذلك قلة الإنتاج في حقل ظهر من 3 و 8 ألف كم2 لألفين كم2 من الغازـو من البترول من 4 آلاف كم2 من الغاز ، ل1و نص الف كم 2 ،و مما سبق نجد أن نسبة النقص الحقيقية في الطاقة تخطت ال13 % ووصلت ل27%.
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
- مقالات29 مايو، 2024كلا لن تفعلها أبدًا :هيئة الرد المصري على مقتل الشهيدين عبد الله رمضان وإسلام عبد الرازق
- مقالات20 مايو، 2024التطبيع العنيف مع التنوير ….عندما تحولت نصيحة الشيخ عبد العزيز الطريفي لحقيقة واقعة في ألمانيا وبولندا
- مقالات19 مايو، 2024تنوير التقويض .. جذور فكرة المخطط لتغير المفاهيم الشرعية والقيمية عبر مركز تكوين الفكر العربي
- مقالات16 مايو، 2024مركز تكوين للملحدين… إثارة الجدل لتكوين عقائد جديدة وحداثية(١)