وددتُ أن أحتضن عينيهُ لآخر مرة، كنت أعلم أنني سأفقده للأبد، وأن كل شيء سيزول مع مرور الوقت، الذكريات تتبخر والوعود تُفنى، أردتُ أن أبوحَ لهُ بحُبي حينما قال لي: وداعًا.. لكنني صمتتُّ؛ لأنني لن أجد في قلبه مُتسعًا ليأخذ من قلبي مسكنًا، قلبه يرفُضني حتى جعلني أتساءل: هل ما في قلبي سيءٌ كي لا يؤمن به؟ كل شيء كان يأمرني بالرحيل عنه عدا قلبي؛ لأنه الأول الذي شعر به في كل وقت، عندما يحزن، يضحك، يمرح، يغضب، يبكي، عندما كان محفوفًا بالمخاطر وحتى في أحلامي الحقيقية عنه، كم تمنّيت أن أكون سندًا له في عجزه وهو يرفض ذلك؛ لأنه كان يرى أنني لم أستطِع تحمّل ما يعيش فيه، وهو لا يعلم أن قلبي يعيش هذه المأساة في كل يوم، عندما أشعر بالقلق المبالغ فيه ولا أطمئن حتى استمع لصوته الذي ينساب إلى أُذني؛ فيرتاح له القلب.حسنًا! أنسحب من هذا الشعور، وماذا بعد؟هل هناك مُتسع في قلبي حتى أومن بأحدٍ غيره؟بل بالأحرى ليس في قلبي شيء سواه، لم يُجدي غيابه نفعًا لأنه ما زال بداخلي لم يغِب لحظةً، تبلّدت مشاعري فَما عُدت أريد أحدًا سواه، أما هو! فقلبه يرفُضني بشدّة فلماذا أنتظره؟ أنا أنتظر رحمة الله بي فقط؛ فلقد أهلكني هذا الشعور.
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
- خواطر2023.02.11تضحك رغم آلامها
- خواطر2023.02.07حضارة قديمة
- خواطر2023.02.07ديسمبر الظالمة
- خواطر2023.02.05حلم لم يعد