عندما أتمتت عامي الأربعين بحمد الله و منته و فضله تذكرت قول الله تعالى في سورة الأحقاف (حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
و تساءلت لماذا خصص الله تعالى لهذا العمر آية و دعاء ؟و لم أكتفي بذلك بل و بحثت في السنة الشريفة على ما يخص هذا العام تحديدًا لأجد مقطعًا مصورًا لشيخنا الجليل الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه يقول فيه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم (من أتى عليه أربعون سنة فلم يغلب خيره شره فليتجهز إلى النار)الهذا الحد يكون عامًا من عمرنا هو بالنسبة لنا يمضي كأي عام هو حقًا ليس كأي عام ؟بل هو فاصل و فيصل في حياتنا محددًا لطريقنا !فبعد أعوام مضت ما بين طفولة و شباب ، قطعنا فيها أشواطًا من التخبط و التيه نجري وراء كل جديد تارة للتجربة و تارة اتباعًا للهوى.
إلى أن وصلنا إلى مفترق الطريق إلى ذروة النضج و تمام العقل و الاتزان.
وصلنا إلى العمر الذي أصبحنا فيه قادرين على أن نفهم البشر من حولنا و ندرك القيمة الحقيقية للأشياء المحيطة بنا.فها هو الوقت المناسب لنسأل أنفسنا ماذا أنجزنا في حياتنا ؟ماذا فعلنا لأنفسنا و أسرتنا و المجتمع من حولنا؟ كيف كانت علاقتنا بربنا؟ ماذا أعددنا للقائه؟إنه الوقت الذي يجب أن ننظر فيه إلى تقصيرنا وأخطائنا و هفواتنا و نرى أنها ما عادت تليق بنا.
و هنا وصل إلى خاطري كم كان عمر رسول الله صلى الله و عليه و سلم حينما نزلت عليه الدعوة و تم تكليفه بالتبليغ بها بل متى تم تكليف معظم الرسل ؟؟لقد كانوا جميعًا قد أتموا عامهم الأربعين!!إذن فهو ليس فقط ميعاد النضج و كمال العقل بل هو عام بداية التكليف، عام بداية العمل الحقيقي، العام الذي يجب أن يكون لك فيه أثر و قيمة و بصمة تتركها نابضة بالحياة بعد رحيلك لمن بعدك من أجيال .
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
- مقالات2023.08.16فيلسوف العرب عبد الوهاب المسيري
- أخبار مصر والعالم2023.08.05حريق هائل يلتهم مبنى وزارة الاوقاف الأثري بالقاهرة
- مقالات2023.08.05كوارث صحية ومجاعة تهدد السودان
- مقالات2023.07.20سر السعادة