اسكريبت اليوم الأخير - نبض الجمهور الان خواطر اسكريبت اليوم الأخير نبض الجمهور الان

تقف تنتظر صديقتها في أروقة المشفى وهي تذرِفُ دموعها بِغزارة، يديها على قلبها المنقبض تشعُر وكأن شيئًا سيئًا قد يحدُث! أتت صديقتها لتحتضن تلك الباكية هلعًا على مَن أسر قلبها! فهو إلى الآن في غُرفَة العمليات ولم يأتي أحد ليُطْمئِن قلبها المرتجف من الخوف.

وعد: سيعيش يا روناء أليس كذلك! هو لن يتركني ويرحل وسيقاوم ليبقى معي، إنني أثق بِه، هو سيحاول لأجلي أعلم بذلك.

تقول كلماتها التي تخترق قلب صديقتها كالخنجر وتبكيان الاثنتان في أروقة المشفى الخالية من الناس حاليًا إلا صوت شهقاتها المُفزعة هي من تدوي المكان.

خرجت إحدى الممرضات تركض مسرعة ثم خرجت الثانية تليها الثالثة وتقف وعد بدهشة لم تصدق ما يمر أمام عينيها!وعد بصرخاتها وشهقاتها المتتالية: روناء ما الذي يحدُث؟ أوقفيهن لتقول أحدهن ما يحدث بالداخل!روناء: اهدأي عزيزتي سيكون كل شيء على ما يرام اهدأي.

خرج الطبيب من الغُرفة وعلى وجهُه علامات الأسى الشديد لتنظر وعد إليه وهي تضع يدها على قلبها المنقبض وتترقب حركة شفتاه البطيئة وهو يقول: أود أن أقول لكم آنساتي من المؤسف أن نخسر روحًا لكِننا بذلنا قصاري جُهدنا ليظل على قيد الحياة لكنه.. ونظر أرضًا بصمت.

هزت وعد رأسها يمينًا ويسارًا ببطء ثم بسرعة أكبر وهي تُحدِق في الفراغ بينما شهقت روناء شهقةً خفيفة لتُظهِر صدمتها!

ظلت وعد هكذا فترة وجيزة فعندما استوعبت ما حدث اقتحمت غرفة العمليات بسرعة وأزالت الغِطاء عنهُ لتنظر إلى وجهه المجهد فتضع يدها على قلبهُ وتضع رأسها عليه فلم تسمع دقاته التي لطالما كانت تسمعها تنبض لأجلها!

قالت: عزيزي! تركتني ورحلت، أهذا كان وعدك لي؟ كيف لك أن تتركني هكذا بدون حياة، ألم تقل لي أنك ستظل معي! أين وعدك بالبقاء؟ انهض وسأجلب لك كل ما تريد، سنشتري المثلجات ونحن سُعداء، سنلعب ونمرح، سنتزوج وسَأنجب لك من البنات والبنين ما يحلو لك، سنحقق أحلامنا، كُف عن هذا المزاح هيا انهض، انهض حالًا هيا انهض!! قالت آخر كلماتها وبدا صوتها يختفي تدريجيًا فَلقد خارت قوتها وسقطت مغشية عليها فركضت صديقتها إليها باكية لتُفيقها!

بعد مرور السنوات.. مازالت تجلس أمام القبر تُحدق في الفراغ، مقلتيها جفت من الدموع، أصبحت زابلة للغاية، نحيفة جدًا، وجهها شاحب، لم تكُن هذه وعد من قبل!فالحب يا أعِزائي إن رحل فمن المحتم أن ترحل روحنا وتموت وتبقى أجسادنا في الدنيا تتجرع من كأس الفراق رشفات طوال.