![](https://elgomhornow.com/wp-content/uploads/2024/05/٢٠٢٤٠٥٢٠_١٢٤٧٠٥-1024x1024.jpg)
كتبت/ ولاء رفاعي
إن حياة البشر على طولها وكثرة شواغلها تتخللها بعض المواقف والعبارات التي مهما سمع الإنسان غيرها تبقى عالقة في الذهن بل في روح ووجدان الإنسان وما ذلك إلا لأنها لامست روحه واستخرجت منه إنسانًا آخر.
قالها يوما معلم لطالبه الذي أصابته عقدة السخرية من زملائه الذين سخروا منه، لأنهم ظنوا أن أخيه هو الذي يكتب له موضوعات الإنشاء، فما أن يكتب موضوعًا ويحصل فيه على درجة عالية حتى يصيح زملاؤه قائلين: أخوه..أخوه.
ودخل المعلم يومًا وكتب على السبورة (وردة على ساقها تتحدث) وطلب من الطلاب أن يكتبوا عنها، وظهر التعجب والاستياء من هذا الموضوع الصعب، ونظروا له نظرة ذئب لافتراس عنزته، فكيف يكتب موضوعًا وأخيه ليس هنا!؟
فانكب هذا الطالب على كراسته غيرمكترث بصعوبته، يكتب موضوعًا من وجهة نظر الوردة “فكيف بالندى ينزل على خدودي في الفجر، ورؤيتي لعاشقين يتناجيان بجواري وكيف ملتُ نحوهما أسترق السمع إلى أحاديث الحب، ثم فزعي عندما جاء الجنايني ليقطف الزهور وخوفي ولوعتي لما قطفني، وجعلني في سلة مع رفاقي وسقوطي في إناء تحته ماء يغلي وأنا أستغيث بأهل المروءة أن ينقذوني”.
فيأبى طالب الصف الرابع الابتدائي الذي قرأ للمنفلوطي والمازني وطه حسين إلا أن يكتب بهذه البراعة.
ومرت الأيام، فإذا المعلم يدخل ويوزع الكراسات، والطلبة يقولون: انكشف..انكشف، ولكن سرعان ما نادى المعلم: الطالب عبد الحميد جودة السحار “عشرة من عشرة، أنت يا بني أديب”.
فلم يثنيه الاستهزاء والسخرية من الفاشلين أعداء النجاح، عن مواصلة طريقه والتفوق عليهم، فالفاشل لا يحب أن يكون وحيدًا ويحقد على الناجحين، فصار عبد الحميد جودة السحار المؤلف والأديب المشهور.
أرايتم كيف يكون وقع الكلمات؟ تحي إنسانا وترسم فرحة وتفرج عن محزون، وترسم له مستقبلًا واعدًا، فلا تبخلوا بطيب كلماتكم عن من تحبون، فلربما كانت هي المنقذة له في ظلام حزن يومًا، وتأكدوا أنها ستعود إليكم يوما طارقة بابكم لتعيد إليكم جزاء ما قدمتموه.
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
خواطر2024.05.20أديب أنت يا بني
أخبار مصر والعالم2024.04.26تكريم ألبرت شفيق في ندوة كلية الإعلام الجامعة الحديثة
تعليم2024.04.23رئيس جامعة أسوان يهنئ الرئيس السيسى والقوات المسلحة بذكرى تحرير سيناء
أخبار مصر والعالم2024.04.23أحمد زكي: يجب العمل على زيادة الصادرات المنتجات الأكثر طلبا في الأسواق الخارجية