إن التاريخ اليهودي قائم على تزوير الحقائق التاريخية فلا يوجد شيء صادق خرج من أفواه اليهود قط ولن يخرج أبدًا فهم يدعون أنهم من نسل “سام” ابن سيدنا “نوح” وأن نبي الله “نوح” باركهم بأرض كنعان فقالوا في “سفر التكوين” إن نبي الله “نوح” شرب الخمر وتعرى فرأى ابنه الصغير “حام” عورته وأخبر أخويه “سام” و”يافث”؛ فأخذا رداءً وغطيا به عورة أبيهما فلما أفاق أبوهما من الخمر أخبراه بذلك فقال “ملعون “كنعان” عبد العبيد يكون لإخوته، وقال: مبارك الرب إله “سام” وليكن “كنعان” عبدًا لهم، ليفتح الله “ليافث” فيسكن في مساكن “سام” وليكن “كنعان” عبدًا لهم وبالطبع هذه القصة كاذبة؛ لأن “كنعان” هو الابن الرابع “لحام” وأنه لم يكن قد وُلد في ذلك الوقت طبقًا “لسفر التكوين” أيضًا أي أن اليهود أقحموا اسمه في هذه الرواية؛ نتيجة الصراع بين الكنعانيين وبني إسرائيل في شرق الأردن وغربها وأن اليهود أرادوا أن يبينوا أن الكنعانيين كانوا ملعونين منذ الأزل فذكروا اسم “كنعان” في هذه الرواية الكاذبة ليس ذلك فحسب، بل ادعوا أنهم النسل الوحيد لسيدنا “إبراهيم”، وأن الله وعد سيدنا “إبراهيم” ونسله من بني إسرائيل فقط بأرض كنعان التي تمتد من النيل إلى الفرات. فقالوا في “سفر التكوين” “وقال الرب “لأبرام” بعد اعتزال “لوط” عنه: ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي أنت فيه شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا، لأن جميع الأرض التي أنت ترى لك أعطيها ولنسلك إلى الأبد”، وقالو أيضًا في السفر ذاته “لنسلك أُعطي هذه الأرض، من مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات”. وتعتبر هذه القصة الكاذبة أيضًا هي إنكار صريح من اليهود لوجود جميع أبناء سيدنا “إبراهيم” الذين وُلدوا قبل سيدنا “إسرائيل” أو “يعقوب” وسيدنا “إسحاق” وعلى رأسهم سيدنا “إسماعيل” أبو العرب ولكن على افتراض أن هاتين القصتين حقيقيتان، فهل يهود دولة إسرائيل المزعومة ينتمون أصلًا إلى بني إسرائيل؟
إن أصل يهود دولة إسرائيل المزعومة ينقسم إلى عدة سلالات: يهود قبائل الخزر أو يهود القوقاز أو يهود أوروبا والولايات المتحدة، ويهود شمال إفريقيا، ويهود الأندلس، ويهود اليمن، ويهود الفلاشا، واليهود الصينيين إن أغلب اليهود الموجودين الآن في دولة إسرائيل المزعومة يعود أصلهم إلى قبائل الخزر، وهم قبائل من أصول تركية يعود نسلهم إلى “يافث” ابن “سيدنا نوح” تلك القبائل ظهروا في جنوب القوقاز واستقروا في منطقة الفولغا السفلى وتمكنت هذه القبائل من تكوين إمبراطورية بين القرنين السابع والعاشر تمتد من السواحل الشمالية للبحر الأسود وبحر قزوين إلى الأورال، وغربًا باتجاه كييف، وكانت عاصمتهم إتيل في دلتا الفولغا. كما تمكنت هذه القبائل من غزو بلغار الفولغا والقرم، وكانت لهم حروب عديدة مع الأرمن والفرس والمسلمين، واعتنقت هذه القبائل اليهودية في القرن الثامن في زمن الخليفة العباسي “هارون الرشيد”؛ ليتحالفوا مع الإمبراطورية البيزنطية في القضاء على المسلمين حتى يتمكنوا من إقامة دولتهم المستقلة. فعلى الرغم من الإمبراطورية الكبيرة التي أقاموها، فإن هذه الإمبراطورية كانت مهمشة؛ لأنها كانت بين قوتين عظيمتين هما المسلمون والبيزنطيون. وبالفعل، ظهر التحالف بين قبائل الخزر اليهودية والدولة البيزنطية في استعانة الأخيرة بهم للتصدي للمسلمين، وتمكن الخزر من حماية سهول أوروبا الشرقية من المسلمين خلال الحروب التي دارت بينهما خلال القرنين السابع والثامن والتي استمرت لمدة قرن من الزمان وانقسمت إلى مرحلتين عند المؤرخين العرب: الحرب الخزرية الأولى (642 – 652 ميلاديًا / 22 – 32 هجريًا)، والحرب الخزرية الثانية (722 – 737 ميلاديًا / 103 – 119 هجريًا).
ولم يقتصر التحالف بين قبائل الخزر اليهودية والإمبراطورية البيزنطية على الدعم العسكري فقط، بل وصل الأمر إلى المصاهرة حيث تزوج “قسطنطين الخامس” الإمبراطور البيزنطي عام 732 ميلاديًا من أميرة خزرية تلك الأميرة أنجبت له ولدًا، وشاء القدر أن يعتلي هذا الولد عرش الإمبراطورية البيزنطية باسم “ليو الرابع أو ليو الخزري” من عام 755 إلى 780 ميلاديًا. وبعد كل تلك القوة التي وصلت إليها الإمبراطورية الخزرية، هُزمت جيوشها وسقطت إمبراطوريتها التي استمرت لأكثر من قرنين على يد “سفياتوسلاف الأول” عام 965 ميلاديًا. وبما أن أغلب اليهود الموجودين الآن في دولة إسرائيل المزعومة يعود أصلهم إلى قبائل الخزر التي يعود نسلها إلى “يافث” ابن سيدنا “نوح”؛ إذن فاليهود الموجودون الآن في دولة إسرائيل المزعومة يعود أصلها إلى “يافث” وليس إلى “سام”. ليس ذلك فحسب، بل إن هناك كُتَّاب يهود أثبتوا ذلك وعلى رأسهم الكاتب اليهودي المجري “آرثر كويستلر” في كتابه “القبيلة الثالثة عشر” وقد أثبت “كويستلر” ذلك من خلال الرسائل المتبادلة بين ملك الخزر “يوسف” وبين الطبيب اليهودي “حسداي ابن شربوط” الذي كان كبير الوزراء للخليفة عبد الرحمن الثالث في قرطبة، وقد كُتبت هذه الرسائل المعروفة “بالرسائل الخزرية” باللغة العبرية بين عامي 954 و961. وتعود قصة هذه الرسائل أن “حسداي” قد أُخبر بوجود مملكة يهودية مستقلة، ولكنه شك في ذلك في بداية الأمر حتى أكد له البحارة القادمون من بلاد فارس وجود مملكة الخزر اليهودية؛ فأراد أن يعرف “حسداي” أصل هذه المملكة لأنه ظن أن هذه المملكة ربما تنتمي إلى إحدى قبائل بني إسرائيل الإثنتي عشر التي خرجت من فلسطين فبعث رسالة مع بعض رجال البلاط إلى ملكهم “يوسف”، وكتب في هذه الرسالة “إلى أي قبيلة من قبائل بني إسرائيل الإثنتي عشر تنتمون؟”، ولكن “يوسف” رد عليه وقال “إن نسلنا يعود إلى “يافث” ابن نوح الثالث وليس إلى “سام”.
وعلى الرغم من اعتراف “يوسف” إلى “حسداي” أن أصل الخزر يعود إلى “يافث ابن نوح” وليس “سام”، فإنه لم ينكر أنه يريد إقامة دولة لليهود في فلسطين. وهذا ما أكده “كويستلر” أيضًا في كتابه “القبيلة الثالثة عشر” عندما ذكر قول “يوسف” إلى “حسداي” “عيوننا على حكماء أورشليم وبابل، ونحن وإن كنا نعيش بعيدًا عن صهيون، فإنا قد سمعنا مع ذلك بأن الحسابات مخطئة لوفرة الآثام، ونحن لا نعلم شيئًا وإنما الله هو يعلم كيف يتولى الحساب، وليس لدينا ما نستند إليه إلا نبوءات دانيال وتسأل الله أن يعجل في خلاصنا” وقد هاجر يهود الخزر بعد انهيار إمبراطوريتهم إلى مناطق الانتعاش الاقتصادي في أوروبا الوسطى والشمالية وتمركزوا في الطريق التجاري بين روسيا، وبولندا، وأوكرانيا، ورومانيا، ولتوانيا، وألمانيا،وفنلندا، والعديد من بلدان أوروبا إضافة إلى الذي هاجر منهم إلى الولايات المتحدة وأصبح يُطلق عليهم جميعًا اسم “اليهود الأشكيناز”، والشيء العجيب أن دولة إسرائيل المزعومة تُطلق اسم “أشكيناز” على يهود الغرب فقط على الرغم من أن يهود الغرب جاءوا من نسل يهود الخزر الذين كانوا يسكنون في شرق أوروبا. وقد أكد “كويستلر” أيضًا في الكتاب ذاته أن هجرة يهود الخزر إلى أوروبا كانت عن طريق القوقاز ثم أوكرانيا ثم بولندا ثم إلى وسط أوروبا، وليس – كما يدعي اليهود – أنهم هاجروا إلى أوروبا عن طريق البحر المتوسط ثم إلى فرنسا ثم إلى ألمانيا ثم إلى فلسطين ثم عادوا مرة أخرى إلى أوروبا. وبعد انهيار إمبراطوريتهم وتمركزهم في أوروبا الوسطى والشمالية إضافة إلى الولايات المتحدة وبعد وفاة ملكهم “يوسف”، حاول يهود الخزر أو الأشكيناز تحقيق حلم ملكهم وإقامة دولة لليهود في فلسطين حيث قاموا بمحاولة عسكرية لاحتلالها في القرن الثاني عشر الميلادي. وهذا ما أكده “كويستلر” في كتابه “القبيلة الثالثة عشر”، كما أكد أيضًا أن المحرض على هذه الحركة كان “سليمان ابن دوجي” بمعاونة نجله “مناحيم” وكاتب من فلسطين، حيث قام هؤلاء الثلاثة بكتابة رسائل إلى اليهود من كافة بقاع الأرض قالوا فيها “إنه قد حان الوقت لجمع شتات إسرائيل من جميع البقاع في (أورشليم) المدينة المقدسة، وإن “سليمان بن دوجي” هو (إيليا) وابنه هو المسيح”. “وإيليا” – طبقًا “للتلمود” و والأسفار الخمسة الأولى في الكتاب المقدس “البنتاتويخ” – هو “يهوه” وهو إله خاص باليهود وحدهم يعمل لمدة ساعتين في اليوم، وله مساعد يسمى “ميتاترون” يعمل طوال المدة المتبقية من اليوم، ويكون شغله الشاغل هو تسجيل حسنات بني إسرائيل فقط، ويتابع كويستلر ويقول إن هذه الدعوة كانت موجهة إلى يهود الشرق الأوسط “السفارديم” تحديدًا، ولكن كان أثرها ضئيلًا، وعلى الرغم من ذلك، فقد انتقل مقر هذه الحركة من بلاد الخزر إلى كردستان. وكان قائد هذه الحركة في الشرق هو “مناحيم” الذي ادعى اليهود أنه “المسيح عيسى عليه السلام”، وجمع “مناحيم” جيشًا كبيرًا من اليهود الشرقيين “السفارديم” لغزو فلسطين، وتمكن من السيطرة على قلعة أمادية شمالي شرق الموصل، وكان يريد السيطرة على الرها ثم الشام ليشق طريقه إلى فلسطين، ولكن فشلت هذه المحاولة وهذه الحركة كلها ولم يتمكن اليهود من احتلال فلسطين حينئذ.
أما عن القلة القليلة من نسل اليهود الموجودين الآن في دولة إسرائيل المزعومة يتنوع نسلهم بين يهود شمال إفريقيا، ويهود الأندلس “السفارديم”، ويهود اليمن، ويهود الفلاشا، واليهود الصينيين. إن نسل يهود شمال إفريقيا يعود إلى قبائل البربر التي اعتنقت اليهودية. أما يهود الأندلس فهم من اليهود الذين خرجوا مع المسلمين من بلاد الأندلس، والشيء العجيب أن دولة إسرائيل المزعومة تُطلق اسم “السفارديم” على اليهود الشرقيين فقط على الرغم من أنه كان يُطلق على يهود الأندلس. وأما يهود اليمن فهم من العرب الذين اعتنقوا اليهودية في القرن الرابع الميلادي، وأما يهود الفلاشا فهم من الزنوج الأفارقة ولا علاقة لهم ببني إسرائيل، وأما عن اليهود الصينيين فهم من جنس الصينيين.
وختامًا، كل المعلومات التي ذُكرت تؤكد أن يهود دولة إسرائيل المزعومة لا علاقة لهم ببني إسرائيل فهم محتلون مغتصبون للأراضي العربية ويستحلون حقًا ليس بحقهم؛ لذلك يجب على العرب والمسلمين أن يفيقوا ويعودوا إلى وحدتهم وتمسكهم بتاريخهم العظيم، ويجب عليهم أيضًا ألا يصدقوا اليهود؛ لأن هؤلاء قوم كذابون أفاكون لا يحترمون العهود ولا يتمنون الخير للإسلام والمسلمين.
فقال تعالى “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ” وقال أيضًا “فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ”.
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
- مقالات2024.04.19الفتور عن الطاعة بعد رمضان
- مقالات2024.04.15استمرار القيام بعد رمضان
- مقالات2024.04.07شياطين الإنس
- مقالات2024.03.24وأنا مالي