بدأ أمنحوتب الرابع الحكم في طيبة وكان عمره لا يزيد عن ستة عشر عامًا، فعاونته أمه في السنوات الأولى من حكمه.
بدأ حياته مثل أسلافه من الملوك والأمراء في ذلك الوقت بتقديم الولاء لإله الدولة المحبوب “آمون” بل واتخذ لنفسه الألقاب الخمسة التقليدية المتوارثة.
تزوج من نفرتيتي وهي امرأة معروفة بجمالها وجاذبيتها وإن كانت جنسيتها الآن موضع نقاش بين الأثريين فمنهم من يرى أنها مصرية ومنهم من يرى أنها “ميتانية” وإن كان الرأي المقبول أنها ابنه الضابط “آي” الذي ترك لنا مقبرة تحمل اسمه.
اخناتون هو ملك مصر الذي قام بأول ثورة دينية في التاريخ يدعو فيها لعبادة إله واحد يكمن في قرص الشمس وهو “آتون”، كان هو وعائلته يتعبدون “لآتون” أما رعيته فكانوا يتعبدون لاخناتون نفسه كإله حاكم.
واجه اخناتون “كهنة آمون” الذين كانوا يدبرون له المؤامرات والدسائس للقضاء عليه وعلى دينه الجديد، وعزم على الصمود أمامهم فقام بتغيير اسمه من أمنحوتب أي “الإله آمون راضي” إلى اخناتون أي “المفيد للإله آتون”، ثم تتبع “آمون” في جميع المعابد والأماكن المقدسة ومحاه ليس في طيبة فقط بل في أغلب أنحاء مصر.
أعلن اخناتون دينه الجديد للدولة ولكنه لم يستطع البقاء في طيبة بعد ذلك؛ حيث تركها وقام بتشييد مكان لنفسه ولعائلته ومن تبعه وأطلق عليه “أفق آتون” وهي المدينة الموجودة بتل العمارنة على البر الشرقي للنيل بالقرب من “ملوى”
لم يكن اخناتون ملكًا محاربًا فأهمل السياسة الخارجية للامبراطوية، وبدأت مصر في عهده تفقد سيطرتها على الجزء الشمالي من امبراطوريتها، فقد اهتم اخناتون بدينه ونشر تعاليمه وأهمل رسائل الحكام الذين يستغيثون به.
توفي اخناتون وهو لا يزال شابًا في الثانية والثلاثون من عمره، مات الملك الإله ولهذا لم يستطع أتباعه من الاستمرار في دينهم.
مات اخناتون ومعه دينه وعقيدته، إذ بموته فقدت الرعية الرمز الحي الذي يتعبدون إليه وبالتالي فقدوا وسيلة الاتصال بالإله “آتون”
المرجع : سمير أديب ، مصر القديمة
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
- التاريخ2023.03.06بطلميوس في مصر
- التاريخ2023.02.25خلفاء خوفو
- التاريخ2023.02.14الملك إمنمحات الثالث
- التاريخ2023.02.08الملك سنفرو