جاء أول ذكر للأقزام في الأسرة الـ 6 حيث أحضر الرحالة حرخوف قزمًا معه عند عودته من رحلته إلى الجنوب ذُكر هذا القزم في النصوص المصرية القديمة باسم دنج وتعني في اللغة الحبشية قزم.
لم يكن الأقزام في عهد الدولة القديمة سوى راقصين يحيون معبود الشمس بألعابهم وقفزاتهم البهلوانية وكان معروف عنهم الأمانة وأوكل إليهم الإشراف على مخازن الذهب والنسيج كما كانوا كهنة جنائزيون وكهنة للروح.
كان تصوير القزم من الأشياء المحببة لدى الفنان المصري القديم في الأسرتين الـ 5 والـ 6 ونجد له أمثلة عديدة في مقابر أشراف هذه الفترة ولكنه نادرًا ما يقوم بحنته ومن أجمل التماثيل الخاصة بالأقزام المجموعة الفريدة للقزم سنب وعائلته والتي تمثله جالسًا متربعًا على مقعد بدون مسند ووقف طفليه أمام المقعد وجلست زوجته بجانبه وبهذا الوضع استطاع الفنان أن يجد حل لمشكلة قصر رجلي القزم واكتمل التناسق والتوازن بين تمثالي الزوجين.
مثل الفنان القزم سنب بجسمه الثقيل وعنقه القصير ورجليه القصيرتين ووجهه المعبر واضعًا يديه على صدره وعاقدًا رجليه من تحته وجلست الزوجة بجانبه بوجه ممتليء وابتسامة خفيفة على شفتيها تطوقه بذراعها اليمنى وتلمس باليد اليسرى وذراعه القريبة منها وتعمد الفنان أن ينحت رأس القزم بحجم كبير لا تتناسب مع الجسد حتى تكون بنفس المستوى الخاص بزوجته.
التمثال منحوت من الحجر الجيري بارتفاع 33 سم وملون وعُثر عليه في مقبرته بجبانة الجيزة ويرجع إلى أواخر الأسرة الـ 5 وأوائل الأسرة الـ 6.
القزم خنوم حتب يرجع إلى أواخر الأسرة الـ 5 وأوائل الأسرة الـ 6 وهو منحوت من الحجر الجيري بارتفاع 46 سم ومعروض بالمتحف المصري وعُثر عليه في مقبرته في جبانة سقارة ويمثله واقفًا بخصائصه الجسمانية برأس كبير وساقان غليظتان وقصيرتان وجسم ثمين إلى حد ما وذراعان تناسبان الجسد ويلبس النقبة الطويلة.
يوجد تمثال الكاهن كا إم قد وهو منحوت من الحجر الجيري بارتفاع 43 سم ومعروض بالمتحف المصري وعُثر عليه مع بعض تماثيل للخدم في سرداب مقبرة تخص أحد كبار الأفراد في سقارة وهو يمثل صاحبه راكعًا على ركبتيه ويداه في حجره أحدهما فوق الأخرى ويتميز بوجهه الجميل وعينيه المرصعتين وابتسامته الرقيقة وشعره الطويل المستعار والنقوش الجميلة المنفذة في نقبته القصيرة ويعد هذا التمثال من أجمل تحف النحت في الدولة القديمة.
المرجع:
موسوعة الحضارة المصرية القديمة- سمير أديب
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
عن الكاتب
